ضَيفٌ ثَقِيلٌ
هاجر منصور سراج
14 أغسطس، 2024
يا شبحي الصغير
اقترب... اقترب
فحينما فرشتُ السجاد الثقيل كي أستقبلك
كان على الطاولة القديمة كوبا شاي وإبريق مثلوم
وكان حشو الأريكة بارزٌ متدلٍ...
لكنك لم تكترث.
دخلت الغرفة القديمة في أسفل دماغي
ونفضت شباك العنكبوت عن عتبة الباب
نضوت معطفك المثالي
ورميت قبعتك التي أكلتها حشرات الحقيقة
كان جسدك مبقعًا، وبسمت في ارتباك:
هذه آثار صفعات الحقيقة حين هجرتها. وضَحِكْت.
حسوت شايك شاردًا
فسكبت بعضًا على قميصك الرث.
كان في الحجرة لوحة للباطل يمتطي حصانًا أصيلًا
والحق على ركبتيه ذليلًا...
والرمح مخترقٌ صدرَه
قلت وكفك الشبحية تمسح صدر قميصك:
هذا الشاب الوسيم جدًا على صهوة الخيل... إنه مذهلٌ!
ارتعد الكوب بين يديك، وارتعد...
صدر أنين عن الأريكة فقمت مجفلًا
قلتُ لك إنَّ أريكتي لم تُعجب بكلامك
وكان السجاد يتلوى ويحيط قدميك بعداء
سقطت مسامير الطاولة فخرَّت قطع الخشب
وتكسرت الأكواب
مضيت تشرح: لا أريد أن أشتمك أيها الأثاث...
ولم تكمل.
تجمعت شبكة العنكبوت وانقضت عليك
تضاعفت البقع الحمراء على وجهك
انصهرت ثيابك الجوفاء
احترقت من الداخل.
وحين ذهبت يا شبحي اليائس الصغير
قفزت المسامير إلى الثقوب
وسحبت الأريكة حشوتها وضمَّدت نفسها
واستوى السجَّاد زاهيًا بِألوانه...
عاد الكون لدورته...