هاجر منصور سراج
15 أكتوبر، 2024
لا يذكر ابن زيدون إلا وتذكر معه الأميرة الأموية ولادة بنت الخليفة المستكفي. ولا يعرف عنه الكثير إلا من خلال قصة حبهما. كما لا يذكر ابن زيدون إلا وتذكر نونيته (أضحى التنائي بديلًا عن تدانينا). ونحن إذ ننظر إلى ابن زيدون والعصر الذي عاش فيه، نعرف أنه ولد في أواخر القرن الرابع الهجري، وعاش في القرن الخامس الهجري؛ الحادي عشر الميلادي. وهو بهذا قد شهد سقوط الدولة الأموية، وانضم إلى الدولة الجهورية، وتنقل سفيرًا وسياسيًّا محنكًا في بلاطات مختلفة، وأحبّ، وسجن، وتغرب. وبهذه الأحداث في حياته يمكننا أن نجد ضرورة شعرية لشعره. فكل الأحداث من حوله كانت مواضيع زاخرة، وحالات نفسية شديدة الشعرية.
سقطت الدولة الأموية التي عمل عبد الرحمن على بنائها سنة 138 هـ. وكان مآل هذه الدولة إلى التشقق والتمزق، فأصبحت الدولة دويلاتٍ، واستبد كل زعيمٍ لطائفةٍ بملك دويلة، وأعلنها مملكةً؛ وكانوا خليطًا من البربر، والصقالبة، والعرب. ورغم هذا الانهيار السياسي، لم تتدهور الحياة الفكرية؛ بل قد ازدهرت وتفرَّدت أثناءه الشخصية الأندلسية، وقد عني ملوك الطوائف بذلك أيما عناية، لا سيما أنَّ ذلك غدا تنافسًا ومفاخرةً بينهم، بعد أن كان التنافس قديمًا بين طرفي المشرق والمغرب. فتنافس هؤلاء الملوك على اجتذاب العلماء والأدباء، واقتناء المكتبات الواسعة، والكتب النادرة. وهكذا برزت تلك الخصوصية من توالد التنافس وتناميه. وفي هذا العصر، كان ابن زيدون من أهم شعراء قرطبة، ومن أهم السياسيين. وفي هذا الجانب، ارتبط اسمه بسقوط الدولة الجهورية.
هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي القرطبي. وبني مخزوم بطن من لؤي بن غالب، أي أنه – إذا تساهلنا – قرشي. وتعد عائلته عائلة ذات شأن في قرطبة، إذ أن أباه كان من وجوه الفقهاء. وقد نشأ في بيئة علمية واجتماعية راقية، وحاز من الثقافة قدرًا كبيرًا لفت إليه الانتباه لاسيما مع ذكائه وفطنته، وإجادته نظم الشعر، وحنكته الاجتماعية والسياسية. وقد عشق ولّادة بنت المستكفي وتبادلا العشق، ثم تركته. ويزعم المؤرخون أن جفاءها إنما كان لما رأت إعجابه بجاريتها، بينا يذكر خفاجي أنه كان لولادة أهداف سياسية لم يتنبه لها الباحثون، والمتمثلة في رغبتها في بعث الخلافة الأموية، وهي مطلقًا لم تنشد الحب. وقد أملت أن يكون ابن زيدون عونًا لها في تحقيق مطامعها السياسية، إلا أنه انضم إلى الدولة الجهورية. وزعم خفاجي أن ابن زيدون تمتع بلقب الوزير دون أن يسند إليه عمل، (خفاجي، 1992، ص 487). فجافته ولّادة وانقلبت إلى الوزير ابن عبدوس، وصدت ابن زيدون صدودًا ساديّا، وهنا كتب ابن زيدون الرسالة الهزلية، وظل يتوعد ابن عبدوس حتى تمكن هذا الأخير منه فزج ابن زيدون في السجن، وهنا كتب الرسالة الجدية في الاستعطاف. وأعقب السجن هروب، ثم استعطاف وعودة إلى بلاط الجهوريين، ثم فرار منه قبل أن يقضى عليه بالسجن مجددًا بسبب الحساد الذين تزاحموا للكيد له. وهذه المرة فر إلى المعتضد بن عبّاد في إشبيلية، فاحتفى به هذا الأخير وقرَّبه. وفي هذه الفترة طغت أشعار الحنين والغربة في شعر ابن زيدون.
ينطلق النظر إلى شعره من خلال ثلاث تجارب، كما ذكرت سابقًا: العشق، السجن، الغربة. وخلال حياته تناول أغراضًا شعرية بعضها قديم وبعضها جديد، وهذا الأخير مثل الحنين إلى الوطن، وهي أغراض تناولها شعراء عصره، كما يعتبر هذا الغرض مما انفرد به الشعر الأندلسي عن الشعر المشرقي. وأضاف غرضًا جديدًا، هو المطيرات.
الغزل متولد عن العشق. وهو شعر في ولادة ولا أحد سواها، وهو يصرح باسمها تارة، ويكني عنه ويشير تارة أخرى. ويمكن تقسيم شعره في ولادة إلى ثمان حالات: حب، وهجر، وفراق، واعتذار، وشكوى، وحنين، ووصل، وبكاء. كما لم ينتظم غزله من حيث الطول والقصر، ولم تسر قصائده على وتيرة معينة، فنجد المقطوعات الصغيرة جدًا، والقصائد الطوال، الأمر الذي يتوقف على جيشان عاطفة الشاعر. كما هناك القصائد الخالصة للغزل، والقصائد الذي يحضر فيها الغزل كغرض ثانوي. وابن زيدون يحافظ على حضور هذا الغرض في قصائده، وهو ميَّال إلى المقدمات الغزلية، يصوغها بطريقة خاصة، وتطول أحيانًا مقدماته هذه قبل أن ينتقل إلى الغرض الأساسي.
وغزله حسي وعذري؛ وهو في حال الوصل حسي. وهنا يذكر الركابي أن أكثر غزل الشاعر بولادة إنما قاله بعد أن ساءت العلاقة بينهما، من غزله:
ربيب ملك كأن الله أنشأه ♦♦♦♦ مسكًا، وقدّر إنشاء الورى طينا
قد صاغه ورِقًا محضًا وتوجه ♦♦♦♦ من ناصع التبر إبداعًا وتحسينا
أمَّا الهجر، فيتناوله من طرفين: هجر ولادة له، وهجره لولادة، يقول:
يا نازحًا وضميرُ القلب مثواهُ ♦♦♦♦ أنستك دنياك عبدًا أنت دنياه
ألهتك عنه فُكاهاتٌ تلذ بها ♦♦♦♦ فليس يجري ببالٍ منك ذكراهُ
علَّ الليالي تبقيني على أملٍ ♦♦♦♦ الدهر يعلم والأيامُ معنــــــاهُ
وفي الاعتذار، يتوجه إلى ولَّادة معتذرًا منها:
إن تكن نالتكِ بالضرب يدي ♦♦♦♦ وأصابتك بما لم أُرد
فلقد كنتُ لعمري فاديًا ♦♦♦♦ لك بالمال وبعض الولد
فثقي مني بعهد ثابتٍ ♦♦♦♦ وضميرٍ خالصِ المعتقدِ
ولئن ساءك يومٌ فاعلمي ♦♦♦♦ أن سيتلوه سرورٌ بغدِ
وأمَّا الشكوى، فيقول:
كم ذا أُريد ولا أُرادُ؟ ♦♦♦♦ يا سوء ما لــقي الفــؤادُ
أُصفي الوداد مُدللًا ♦♦♦♦ لم يُصفِ لي منهُ الودادُ
يقضي عليه دلالهُ ♦♦♦♦ في كـــل حيـنٍ أو يكادُ
كيف السُّلو عن الذي ♦♦♦♦ مثواه من قلبي الســوادُ
وفي الحنين والشوق يقول:
متى أبثُك ما بي ♦♦♦♦ يـا راحتي وعذابي
متى ينوب لساني ♦♦♦♦ في شرحه عن كتابي
الله يعـــلـم أنــي ♦♦♦♦ أصبحتُ فيك لما بي
فلا يطيب طعـامي ♦♦♦♦ ولا يســـوغ شــرابي
يا فتـنة المتقـــرِّي ♦♦♦♦ وحـجــة المـتصــابي
الشمس أنت توارت ♦♦♦♦ عن ناظري بالحجابِ
ويقول في الوصال مقطوعة خالصة لهذه الحالة:
سري وجهري أنني هائمُ ♦♦♦♦ قــام بــك العـذرُ فلا لائمُ
لا يَنَمُ الواشي الذي غرَّنِي ♦♦♦♦ ها أنا في ظلِّ الرضـى نائمُ
عُدتَ إلى الوصل كما أشتهي ♦♦♦♦ فالهجر باكٍ والرضى باسمُ
أما بكاؤه فيتمثل في نونيته الشهيرة (أضحى التنائي). ولغته في هذا الغرض سلسة واضحة، ومشاعره حزينة متألمة، صادقة تكشف العاطفة الإنسانية التي تتمنى وتعجز عن تحقيق الأمنية. وقصائد الغزل في ديوان ابن زيدون تصل إلى خمسة وستين قصيدة؛ وهو بهذا يكون أكبر الأغراض التي تناولها. وقد تناول تحت هذا الغرض، الموضوعات المعروفة، إلا أنّ ثمة فنية وحرفية – إن صح القول – في تناوله لهذه المواضيع. وأحسب أن ابن زيدون في بعض قصائده قد تمثل القصائد الصوفية في الحب والهيام، وساق شعره متمثلًا إياها نصب عينيه، كمقطوعته السابقة في الوصال. وهو لم يأت بأخيلة ومعانٍ لم يسبق إليها، وما تميز به ليس المعاني وإنما الأسلوب في طرحها. وأحسب أن تمكن قصائده في النفوس راجع إلى الصدق الذي جعله يتخير عبارات تصور عشقه وألمه بطريقة خلابة.
غرض المديح في شعره يأتي في المرتبة الثانية بعد الغزل، من حيث الأهمية، ومن حيث العدد. وهذه القصائد هي قصائد في النقاط السياسي، سيقت للتقرب وللاستعطاف. وقد توجه بهذه القصائد إلى المركزين السياسيين اللذين ارتبط بهما في حياته: بني جهور، وبني عبّاد. وهو في هذا كتب مديحًا خالصًا، ومديحًا امتزج فيه مديح آخر. ومديحه مختلف عن بقية الشعراء، إذ لا يتوجه إلى ممدوحيه بكل الخصال النبيلة، كما كان من كل الشعراء، وإنما يذكر سماتهم الحقيقية، حتى تجد أن الصفات التي تذكرها كتب التاريخ هي نفسها التي ذكرها ابن زيدون. قال في مديح المعتضد بالله، وهي مدحة خالصة:
لِيَهْنِ الهدى إنجاحُ سعيك في العدا ♦♦♦♦ وأنْ راح صنعُ الله نحوك واغتدى
ونهجك سبل الرُّشدِ في قمع من غوى ♦♦♦♦ وعدلك في استئصال من جار واعتدى
وقال مدحة في ابن جهور ابتدرها بالغزل:
ما للمدام تديرها عيناكِ ♦♦♦♦ فيميل في سُكر الصِّبا عطفاكِ
هلا مزجت لعاشقيك سُلافها ♦♦♦♦ ببرود ظَلْمك أو بعذب لماكِ
وتستغرق هذه المقدمة الغزلية اثني عشر بيتًا، ويستغرق مديح ابن جهور سبعة وعشرين بيتًا، يبدأها:
للجهوريِّ أبي الوليد خلائقٌ ♦♦♦♦ كالروض أضحكه الغمامُ الباكي
ملكٌ يسوسُ الدهر منه مهذِّبٌ ♦♦♦♦ تدبــيرُهُ للمُــلك خــيــرُ ملاكِ
كما يأتي المديح برفقة الوصف أو التهنئة بالعيد، أو التهنئة بالشفاء، أو الشكر. وهو في مدحاته هذه يبين علاقاته بممدوحيه، ومشاعره إزاءهم، من مودة وصدق الامتنان.
الغرض الثالث: الإخوانيات، وتتنوع موضوعات هذه القصائد بين عتاب وتهنئة وشكر ودعابة واعتذار وطلب استشفاع، ومما كتبه ممازحًا أبي عبد الله بن القلاس البطليوسي:
أصِخْ لمقالتي واسمع ♦♦♦♦ وخذ فيما ترى أو دع
وأقصر بعدها أو زِدْ ♦♦♦♦ وطِر فِي إثرها أو قَع
ألم تعلم بأنَّ الدهـ ♦♦♦♦ ــر يُعطي بعدما يمنع
الغرض الرابع: الرثاء، وقصائده في هذا إمَّا رثاء خالص، ورثاء ممزوج بالمديح، منها ما توجه به إلى ابن جهور:
هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهرُ ♦♦♦♦ فمن شيم الأبرار، في مثلها، الصبرُ
ستصبرُ صبرَ اليأسِ أو صبر حسبةٍ ♦♦♦♦ فلا ترضَ بالصبرِ الذي معه وزرُ
ثم يتطرق إلى رثاء والدة ابن جهور:
هنيئًا لبطن الأرض أُنْسٌ مجددٌ ♦♦♦♦ بثاويةٍ حلَّتْهُ فاستوحش الظهرُ
بطاهرة الأثواب قاتنة الضحى ♦♦♦♦ مُسبِّحة الآناء محرابها الخدرُ
وهو هنا يردد تلك المعاني المألوفة التي تتردد في أشعار الرثاء من أنس بطن الأرض. وتعديد صفات المتوفى.
الغرض الخامس: الحبسيات. وهي تتضمن المديح والحنين والغزل والاستعطاف شعرًا ونثرًا. إلا أن هذا النوع من القصائد عُنيت بتصوير معاناة الحبس في المقام الأول، والحنين إلى الحرية، وابن زيدون مع هذا يحتفظ بكبريائه. من ذلك، وهي قصيدة ابتدرها بالغزل:
ما جال بعدكِ لحظي في سنا القمر ♦♦♦♦ إلا ذكرتُك ذِكر العين بالأثرِ
ثم يصف حاله في السجن، ويمدح ابن جهور. ويتضح كبريائه في الأبيات التالية:
لا يهنئ الشامت المرتاح خاطرُهُ ♦♦♦♦ أنِّي مُعنَّى الأماني ضائعُ الخطرِ
هل الرياح بنجم الأرض عاصفةٌ ♦♦♦♦ أم الكُسُوف لغير الشمس والقمرِ
إن طال في السجن إيداعي فلا عجب ♦♦♦♦ قد يودعُ الجفنَ حدُّ الصَّارم الذكرِ
الغرض السادس: الوصف. وهو الغرض الذي يعتبر خصيصة مهمة، ولابد من وجودها عند شعراء الأندلس. وقد كتب مقطعات في الوصف الخالص تتراوح بين الطول والقصر. قال في وصف نزول المطر على شاطئ نهر فيه أزهار:
كأنَّا عشي القطر في شاطئ النهر ♦♦♦♦ وقد زهرت فيه الأزاهر كالزُّهرِ
نرشُّ بما الورد رشَا وننثـــني ♦♦♦♦ لتغليف أفواهٍ بطيِّبة الخمرِ
وثمة وصف في قصائد أخرى، يحضر فيها كغرض ثانوي.
الغرض السابع: الخمريات. ثمة ثلاث مقطعات يمكن وضعها في باب الخمريات. ويذكر فوزي خضر (2004) أن السبب وراء ذلك أن ابن زيدون بدأ حياة القصور في عهد أبي الوليد بن جهور، وهذا الأخير لم يكن ممن يتعاطون الخمر في ذلك الزمان، علاوة على انشغال الشاعر بهموم قلبه المعذب بولّادة، (ص 30). يقول وهو في إشبيلية في مجلس أنس مع أصحابه:
وليلٍ أَدمـــنا فيه شُـــرب مــدامـــةٍ ♦♦♦♦ إلى أن بدا للصبح، في الليل، تأشيرُ
جاءت نجومُ الصُّبح تضربُ في الدجى ♦♦♦♦ فــولت نجومُ الليل والليلُ مقــهور
فــحزنًا من الـــلذَّات أطـــيب طيبها ♦♦♦♦ ولــم يـعرنا همٌّ ولا عاق تكــديــرُ
وهو، كما نلحظ، لم يأت بجديد، ولم يتميز بسمات فنية خاصة.
الغرض الثامن: الحنين إلى الوطن. وقد ظهر في أرجوزة وحيدة كتبها بمدينة بطليوس، يقول:
يا دمع صُب ما شئت تصوبا
ويـا فـــؤادي آن أن تـــذوبا
ثم يقول:
إذا أتيتَ الوطنَ الحبيبا
والجانب المستوضح العجيبا
والحاضر المنفسح الرحيبا
فحيِّ منه ما رأى الجنوبا
ونرى هنا مشاعره المتأججة، ولهجته الصادقة النابعة من شعور قاسٍ بالغربة.
يذكر خضر غرضًا يسميه: المطيَّرات. ويذكر أن ابن زيدون ابتدعه، وهو نوع من النظم، يقوم على الألغاز والأحاجي، وتدور هذه الأحاجي حول أنواع الطيور، ويكون في القصيدة بيت أو بيتان فيهما مفتاح اللغز، حيث يكون كل حرف دالًا على طير من الطيور، وعلى الشاعر الآخر أن يرد بقصيدة يذكر فيها البيت المعمّى الذي يحتوي على حل اللغز. ويذكر أن المعتمد بن عباد والوزير أبو غالب بن مكي كتبا في هذا الغرض الذي هو نوع من المطارحة الشعرية المنتمية إلى النظم العلمي. بيد أن هذا الغرض مات بموت ابن زيدون؛ إذ كان مرتبطًا بالرياضة الفكرية بعيدًا كل البعد عن المشاعر الإنسانية.
من خلال العرض السابق نرى أن ابن زيدون لم يتميز بجديد من حيث المعاني، ولا من حيث الأخيلة، وأنه اتبع التراث الشعري، وتقمصه، وحرص على معارضة المشارقة، لا سيما البحتري. لكنه على الرغم من ذلك انفرد بصدق تجربته، ما جعل إبداعه يخفي الصنعة المتكلفة، وعلى الرغم من هذا، ثمة شعر يحرك الوجدان لقوة المشاعر الذي يزخر بها. ويذكر خضر أن سبب تفرد ابن زيدون قد يرجع إلى ما تحقق في شعره دون غيره من الشعراء؛ إذ استطاع أن يكوّن له عالمًا من خلال استخدام لغوي متميز، ومن خلال هذه اللغة رأى خضر أن ابن زيدون استمد موهبة متدفقة. وهو على الرغم من اعتماده على التراث الشعري إلا أنه أجاد ذلك. أمَّا من حيث الموسيقى، فتتسم بالسلاسة، ولعل هذا ما حبب شعر ابن زيدون إلى القلوب والأسماع. وقد استخدم البديع هنا وهناك. وشعره يتفاوت بين القصائد الطويلة، والمقطعات الشعرية، ومقطعاته تبلغ خمسة وتسعين تتفاوت بين بيتين إلى ستة أبيات، وأكثر مقطعاته في الغزل.
أمَّا أهم ما تميز ابن زيدون به في شعره: فقلة تكلفه، ووضوح معانيه وقربها، وخفة الروح، وسهولة الموسيقى، أو ما يسمى بالموسيقى الراقصة، الغزارة العاطفية الوجدانية، سهولة الأسلوب، والتلاؤم في نصوصه الكاشف عن تساوق وتلاؤم في الأفكار. ومن شبهوا ابن زيدون بالبحتري أرجعوا ذلك إلى السمات المشتركة، (خفاجي، 1992، ص472). وأحسب أن أنصف الآراء في شعر ابن زيدون، أنه شعر معبر عن الشخصية الأندلسية التي تفردت في عهد ملوك الطوائف. والذي تمثل في شعر امتزجت فيه الطريقة العربية وطريقة المحدثين امتزاجًا متوازنًا.
المصادر والمراجع
(1) الأدب الأندلسي – التطور والتجديد، محمد عبد المنعم خفاجي، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1992.
(2) عناصر الإبداع الفني في شعر ابن زيدون، فوزي خضر، الكويت، مؤسسة البابطين، 2004.
(3) في الأدب الأندلسي، جودة الركابي، دار المعارف، مصر، الطبعة الثانية، 1966.
الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ This story has been taken from Brothers Grimm’s Folk Tale Collections. To make…
بَطـــَــلُ أَثِينـــَــا This is an Arabic short story for foreigners / for non-Arabs. It is…
التَّاجِرُ مَرْمَرُ This Arabic story is for learners of Arabic as an additional language. We…
َالْأَمِيرُ الْحَادِي وَالْخَمْسُون This is an Arabic short story for beginners, namely for non-Arabs. It…
الْأَمِيــــرَةُ الْقَاسِيــَــةُ This is an Arabic short story for foreigners / for non-Arabs. It is…
الفلَّاحُ الْمَظْلُومُ This is an Arabic short story for beginners, namely for non-Arabs. It is…