الشعوبية في العصر العباسي
هاجر منصور سراج
27 أغسطس، 2024
يقول الجاحظ في كتابه الحيوان: «إن عامة من ارتاب بالإسلام إنما كان أول ذلك رأي الشعوبية والتمادي فيه وطول الجدال المؤدي إلى الضلال، فإذا أبغض شيئًا أبغض أهله، وإن أبغض تلك اللغة أبغض تلك الجزيرة… فلا تزال الحالات تنتقل به حتى ينسلخ من الإسلام إذ كانت العرب هي التي جاءت به، وهي السلف والقدوة»، (الجاحظ، ج 7، ص 220). يؤكد الجاحظ هنا على ارتباط الشعوبية بالزندقة وكونها أحد أهم أسباب تفشيها في العصر العباسي، وتاريخ الشعوبية يبتدئ في العصر العباسي (اصطلاحيًا)، وكان الإسلام قد دعا إلى أن المسلمين كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وبفعل الإسلام خفتت العصبيات حتى كادت تختفي لولا أن عادت في عصر علي بن أبي طالب، ثم اضطرمت جذوتها في عصر بني أمية، وأخذ أوارها يؤذي الموالي، فحفظ هؤلاء هذه النيران في قلوبهم حتى إذا كان عصر الدولة العباسية انطلقت ألسنتهم مفصحة عمَّا كتموه من البغض، كأنهم ينتقمون من المهانة التي كانت، والمُهان حين يجد طرف قوة ولحظة مقدرة يؤذي ويتكبر.
وأغلب من اشتغل في العلم كانوا من الأعاجم، ووراء هذا الاشتغال وضاعة النسب عند العرب، أما الموالي فلشعورهم بالضعف بسبب أصلهم الذي لطالما احتقره العرب، ورغبتهم في أن يكون لهم شأن، فلم يكن أمامهم سوى العلم يشتغلون عليه اشتغالًا حثيثًا ليكون لهم حظوة؛ وقد قالوا في هذا: (شرف العلم فوق شرف النسب)، ويروي ابن عبد ربه قول ابن المقفع بعد أن قال بأن العرب أعقل الأمم: «إذا فاتني حظ من النسبة فلا يفوتني حظي من المعرفة».
مفهوم الشعوبية:
هي حركة ثقافية حضارية ترمي إلى الحط من شأن العرب وكل ما يتصل بهم. وقد ظهرت أوَّل ما ظهرتْ في العراق وكانت المسرح الواسع الذي تمددت وترعرعت فيه هذه النزعة، وأغلب الظن أن ذلك راجع إلى القرب الجغرافي من الفرس، وكان العنصر الفارسي هو سيد هذه النزعة، ثم امتدت إلى بقية الأجناس التي خضعت لسلطان العرب، كالنبط والأندلسيين، والقبط، وأهل السند، والزنج. وقد اتفق هؤلاء كلهم في مفاخرتهم للعرب ومناصبتهم العداء والحط من شأنهم. فلسان حال الشعوبية: (ما للعرب فضل علينا). وقد أطلقت هذه التسمية على هؤلاء لأنهم كانوا يقولون (بالشعوب) أي أن لا تفرقة بين الشعوب مرددين الآية (وجعلناكم شعوبًا وقبائل)، وكانت هذه النزعة في أول أمرها قائمة على الفخر بأصلهم الأعجمي دون التعرض للعرب، مرددين بالمساواة، ويصفهم ابن عبد ربه قائلًا: (الشعوبية وهم أهل التسوية) ويقول صاحب الصحاح: (الشعوبية فرقة لا تفضل العرب على العجم) لكنهم ضلوا عما أرادوه وتطرفوا ففعلوا ما فعلوه. وقوي التطرف في عهد الرشيد والمأمون فتمددت التسمية لتشملهم فقال صاحب اللسان: (الشعوبي هو الذي يصغر شأن العرب ولا يرى لهم فضلًا على غيرهم).
أسباب ظهور الشعوبية:
عانى الموالي كثيرًا قبل أن تنفرج غمتهم في العصر العباسي، وكتموا في صدورهم طويلًا، وأبرر لهم هذا الانفجار حين النظر في تاريخهم منذ الجاهلية، وأرى أن هذه الحركة القائمة على الفخر بالذات وتحقير الآخر إنما هي رد فعل، وتفريغ للكبت الذي كان، وتذمر من جبروت السلطان عربي، بل وانعكاس للأدوار.
انقلاب الأدوار:
بعد الانقلاب العباسي تساوى العرب والموالي في المنزلة، وفتحت لهؤلاء الوظائف التي منعت عنهم في عهد بني أمية، وعقب هذه المساواة كان الأجدر أن يعم الصمت والسلام لكن ضج الموالي بما كان في نفوسهم، ودعم ضوضاءهم أصحاب المناصب المقدَّمة في الدولة؛ إذ كانوا من جنس واحد، فانقلبت الأدوار التي كانت في عهد الدولة الأموية فأصبح الموالي يفخرون بأصولهم ويذمون العرب، وجهرت معاداتهم وعظمت، «وهم-الشعوبيين- ينوبون بدفاعهم عن كل أمم الأرض في ذلك العهد إلا العرب، فإذا افتخروا ذكروا الفراعنة والنماردة والعمالقة والأكاسرة والقياصرة، وافتخروا بسليمان الحكيم والإسكندر الكبير وبملوك الهند»، (زيدان، ج4، 2 165)، ولم يكتفوا بتحين الفرص لتهوين شأن العرب بل اختلقوا الظروف للطعن، ونقض المحامد، والوصف بالانحطاط وبالتأخر المعرفي، وبأن العلم والإدارة والسياسة التي أصبحوا عليها إنما هي منهم. فكانت حملتهم لا تكتفي بالفخر بالذات وإنما بشتم الآخر. ولم يقفوا عند هذا بل قد زيفوا، واختلقوا، وافتعلوا، ونسبوا كل ذلك إلى عرب الجاهلية بغرض التشويه، ودافعهم أنهم مجردون من أية ميزة دون باقي الأمم، فالرومان تفتخر بسلطانها ومدنها، والهند بفنها وصناعاتها؛ أما العرب فأرض جدباء وعيش جلف مليء بالقتل، وبالحسنة الصغيرة ينظمون الشعر والنثر مدحًا وفخرًا. ثم هم دون ملك، وليس لهم من الأنبياء سوى أربعة، وهم دون علم وصناعة، فهم أعقم الأمم يدًا وأجدبهم عقلًا، ولم ينفردوا بالشعر دون سائر الأمم فليست لهم ميزة! ثم يطعنون في أنسابهم ويذكرون اختلاط الأنساب وأنواع الزواج. ثم الإسلام الذي ليس دين العرب، وإنما دين الناس. ويسخرون من مواقف خطبهم واتكائهم على العصي والقسي متسائلين عن العلاقة بين الكلام والوقفة (مخطئين في هذا التساؤل)، كما سخروا من آلات العرب الحربية؛ أي أن كل الأمم تكالبت على العرب تذمهم ذمًا وتهينهم أشد الهوان! (أحمد أمين، 1933، ص 71).
الشعوبيون:
كان الشعوبيون أصنافًا؛ فكانت شعوبية الفرس مصبوغة بصبغة وطنية داعية إلى الاستقلال اتخذت، أحيانًا، شكل الزندقة والإلحاد. بينا ظهرت شعوبية النبط متجسدة بعصبية للأرض وزراعتها وتفضيلها على الصحراء وعيشتها. أما القبط فكانت ثوراتهم مختلفة، وكانوا قد عزموا على طرد العرب من بلادهم لولا أن هزموا بعد ثورتهم الكبرى في عهد المأمون فلجأوا على أعمال الحيلة والمكر، وتمكنوا من النكاية بوضع أيديهم في كتاب الخراج، كما ذكر المقريزي.
وقد جعل شوقي ضيف الشعوبيين طوائف؛ منهم رجال السياسة، وتتمثل شعوبيتهم في الرغبة بالاستئثار بالحكم وأمور السياسة دون العرب. وقوميون، تمثلت شعوبيتهم بالبغض الموجه للعرب الذي احتلوا ديارهم وقوَّضوا دولهم. ومجان وخلعاء أعجبوا بالحضارات الأجنبية وضاقوا من قيود الإسلام فبغضوه وبغضوا كل ما اتصل به، وهذه الطائفة هي من تحدث عنها الجاحظ.
وقد ساعد على إذكاء شرارة الشعوبية الوزراء الذين كان أكثرهم عجمًا، والدسائس التي كانت تحاك لإضعاف شأن العرب، ولما كان هؤلاء يقابلون هاته الدسائس بالثورة كان التنكيل يلحق بهم، وكان الشعوبيون يملكون سلاح الشعر فجعلوا يجاهرون بشعوبيتهم بما يروق للآذان. وقد قويت شوكتهم بقتل الأمين وتتويج المأمون.
ولابد أنَّ العرب شعروا بخطورة الأمر دون أن يستطيعوا إلى رد الشر سبيلا، ويشير أحمد أمين إلى أن في كثير من شعر هذا العصر وما بعده ظلٌ من الحسرة والألم، والذي تفاقم بعد العصر العباسي مع سيطرة الأعاجم على السلطة سيطرة كلية، ويظهر هذا الألم في شعر المتنبي فيقول في ضعف العربية لما زار شعب بوَّان بفارس:
ملاعـــب جنَّةٍ لـو ســــار فيهـا ♦♦♦♦ سليمانٌ لســــار بترجمــان
ويقول: ولكن الفتى العربي فيها ♦♦♦♦ غريبُ الوجه واليد واللسان
وفي الشعر يتضح انقلاب حال الموالي بفعل الدخول العباسي في شعر بشار بن برد الذي ما فتئ يفخر بمواليه في عصر بني أمية، حتى إذا كان ما كان من الانقلاب العباسي انقلب بشار وأخذ يجهر بما كان يطوي عليه كحشه من البغض والكراهية، فكان فرجه مع جحافل أبي مسلم الخرساني، فنراه يقول متبرأ من العرب وولائهم، وقائلًا بولائه لله:
أصبحت مولى ذي الجلال وبعضهم ♦♦♦♦ مولى العريب فخُذْ بفضلِك فافخرِ
ويقول قائلهم:
فلست بتارك إيوانـــ كسرى ♦♦♦♦ لتُوضِح أو لحومل فالــدخولِ
وضَبٍّ في الفلا ســاع، وذئب ♦♦♦♦ بها يعوي، وليثٍ وسط غِيلِ
وهذا يذكرنا بثورة أبي نواس على القالب القديم، الذي يرى فيه طه حسين موقفًا لم يكن مذهبًا شعوبيًا فحسب، وإنما هو مذهب سياسي أيضًا إذ يذم القديم لقدمه ولعربيته ويمتدح الحديث لحداثته ونسبته إلى الفرس، فهو تفضيل الفرس على العرب. (طه حسين، 2013، ص 416). ويُعد كل ذم لما طبع العرب على ذكره في أشعارهم من قبيل الشعوبية؛ إذ أن من قالوا بذلك لم يكونوا عربًا، ويشير شوقي ضيف إلى أن شعوبية أبي نواس من لون مختلف عن لون بشار فهو لا يوازن بين خشونة البدو وحضارة الفرس، وإنما بين تلك الخشونة والحضارة العباسية. ولعلنا، في معرض هذا الحديث، نذكر أن أول من طلب ترك الديار هو الكميت إلا أنه تركها للإشادة بحب آل البيت. ويسخر ديك الجن الحمصي من حب الديار المقفرة والميول إليها، وأشاد بالخمرة، والغناء، والقيان. ولا يقف هؤلاء الشعراء هنا بل يتطاولون فيزدرون أسماء المحبوبات في القصائد الجاهلية والأموية، ولعلها رمز آخر لنبذ كل شيء دون استثناء. ويخالف عطوان الآراء السابقة فيرى أن أبا نواس لم يقل ما قاله بتأثير من شعوبيته إنما كان يهدف إلى الصدق الفني إذ لاحظ أن الجاهليين إنما وصفوا بيئاتهم وكان على أهل الحاضرة أن يصفوا بيئاتهم دون التأثر بالقديم، والاستلهام مما قاله الأولون. ثم ينكر أن تكون المسألة مسألة شعوبية، أو ما يشبهها.
ومن أمثلة ذم العرب قول المتوكلي وكان من ندماء المتوكل:
أنا أبن الأكارم من نسلِ جَمّ ♦♦♦♦ وحائز إرث مــــلوك العجــم
فقل لبني هــــاشم أجمعين ♦♦♦♦ هلموا إلى الخلع قبل النــــدم
ملكنا كم عنوةً بالرمــــــــاح طعنًا وضربً، بسيف حَذِم
فعودوا إلى أرضكم بالحجاز ♦♦♦♦ لأكل الضَّباب، ورعي الغنـم
فإني سأعــلو سرير الملــوك ♦♦♦♦ بحد الحسام وحرف القلـــم
أما النبط فإن أظهر ما اصطنعوا حديثًا نسبوه إلى علي بن أبي طالب، فرووا أن رجلًا سأله عن أصل قريش فأجاب: نحن قوم من نبط كُوثَي. وذهب العلماء في تفسير هذا الحديث تفاسير كثيرة رأى أحمد أمين أنها هذيان.
وكان سلمان الفارسي عنصرًا مساعدًا للشعوبيين فروي له زهدًا وعلمًا وحكمة لم يكن عند أحد من الصحابة، وجُعل عمره فوق أعمار البشرية، فقيل إنه أدرك عيسى، وروى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين أن أهل العلم يقولون بعيشته ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما مائتان وخمسون فلا شك فيها، ثم نسبوا من الأحاديث كثيرها، وجعلوا ركيزتها هزيمة العرب على يد قوم سلمان الفارسي!!فقابل العرب هذا الوضع بمثله فوضعوا أحاديث توجب حب العرب، وأن بغضهم هو بغض الرسول، ووضعوا حديثًا مع سلمان الفارسي.
وإلى جانب الشعراء الشعوبيين كان علماء اللغة الأعاجم، نذكر منهم أبو عبيدة اللغوي الإخباري الذي صب في علمه شعوبيته، فسجل مثالب العرب وطعن في أنسابهم، ويروي ابن النديم أن رجلًا سأله عن أبيه وأصله فحدثه أن أباه كان يهوديًا بباجروان. ويذكر أنه عمل كتاب المثالب وطعن فيه على بعض أنساب الرسول، (ابن النديم، ص 59).
وكذلك ادعى سعيد بن حُميد البختكان، وكان شاعرًا كاتبًا مجيدًا، نسبته إلى الفرس وكتب كتاب (انتصاف العجم من العرب)، وكتاب (فضل العجم على العرب وافتخارها) وكذا الهيثم بن عَدي، وهو من أشهر الإخباريين، وقد وضع (كتاب المثالب الصغير) و(كتاب المثالب الكبير) و(كتاب مثالب ربيعة) و(أسماء بغايا قريش في الجاهلية، وأسماء من ولدن) ويذكر أحمد أمين أن هذه الكتب لم يصل منها شيء، ويرجح أن السبب في ذلك أن المسلمين عدّوا هذه النزعة الشعوبية هي ضد الإسلام فتحرجوا من نقل الكتب المؤلفة فيها، (أحمد أمين، 1933، ص88). وبعد هذا الذم والتبخيس عمدوا إلى إثبات وتأكيد ما يقولونه بوضع القصص التي تؤيد أقوالهم. وإذا كان شوقي ضيف قد ذكر إشادة الجاحظ بالبخل والغض من فضيلة الكرم العربية، ضمن ما ألفه الأعاجم في الغض من شأن العرب، فإن أكثر البخلاء في كتابه هم الأعاجم، ورأي الجاحظ في مقدمته رأي شخصي في البخل والكرم.
وقد انبرى المتعصبون للعربية يردون على الشعوبيين، وقد ذم الأصمعي البرامكة قائلًا:
إذا ذُكر الشرك في مجلسٍ ♦♦♦♦ أضاءت وجوه بني برمك
وإن تليـــت عندهــم آية ♦♦♦♦ أتوا بالأحاديث عن مزدكِ
ولعل أشهر ما أُلِّفَ في هذا الباب كتاب (تفضيل العرب) لابن قتيبة. وفي الوقت الذي عمد فيه الجاحظ إلى محاولة التأليف بين الأمم ونفي الشعوبية في رسائله: فخر السودان على البيضان، ومناقب الأتراك، وإلى دفع ما قالوه وتفنيد ما زعموه، في نحو ما عقد له بابًا في البيان والتبيين: باب العصا؛ فقال في تفضيل الفرس في الخطابة على العرب عبارة قاطعة: «إن الأولى صادرة عن تفكير وروية، والثانية صادرة عن بديهة وسرعة خاطر».
وكان ابن قتيبة يصف الذين اعتنقوا الشعوبية بأنهم سفلة الناس وغوغاؤهم، ويذكر الشعوبيين المتخفين بمجالسة الأشراف وسمة الكتابة. ويذكر أحمد أمين أن الخلفاء العباسيين كان بمقدورهم محاربة الشعوبية لولا أنهم كانوا متعصبين للإسلام ولم يتعصبوا للعربية فحاربوا الزندقة ولم يفعلوا ذلك مع الشعوبية؛ وأغلب الظن أن ذلك لأنهم لم يتمسكوا بالعربية ولم يذودوا عنهم لنقصهم عن الجنس العربي إذ كان معظمهم مولدين.
ويقول أحمد أمين في ختام حديثه عن الشعوبية، إن الشعوبية لو توقفوا عند الفخر بأصلهم دون التشهير بالعرب بالحق حينًا، وبالباطل أحيانًا، ولم يحاولوا إفساد الدين بالزندقة والعلم بالأكاذيب، لأحسنوا لكنهم أفرطوا فخسروا ومقتوا.
المصادر والمراجع
شعر الغزل في العصر الأموي هاجر منصور سراج 3 ديسمبر، 2024 بَدأت الدولة الأموية بمعاوية…
أُغْنِيَةُ الْعَظْمَةِ This story has been taken from Brothers Grimm’s Folk Tale Collections. To make…
عَلَى أَرْصِفَةِ مَدِيْنَتِي هاجر منصور سراج 30 نوفمبر، 2024 نقعد على أرصفة فارغة نتعاطى اليأس…
إِلَى مَلَكُوتِكَ الأَعْلَى هاجر منصور سراج 5 نوفمبر، 2024 والآن، إذ تنظر من ملكوتك الأعلى…
بين ألسنة الليل هاجر منصور سراج 12 أكتوبر، 2024 (0) بين ألسنة الليل تتلوى الحكايات…