هاجر منصور سراج
12 أكتوبر، 2024
بين ألسنة الليل تتلوى الحكايات القديمة/
تسافر أطياف شيباء أنهكها الزمن.
أيقظني أيها الليل،
وقبل بشفتيك الرطبتين أركان الغياب
لينقشع.
قبلني أيها الليل بين الحاجبين
اصفد الصداع
اصفد الألم المكبوت.
تكبل مريم الدجاجات النحيلة،
ترمي بها إلى السد
ثم تراقبها تنضج.
تأمَّل إذ تحنو أصابعها على الوليد الهزيل
تنفَّس حليب الثدي الضامر
تملس ذبول عينيها
لا ينضج الوليد مهما تكتمه الوسائد
لا ينضج الطفل مهما تقذفه المنحدرات
لا ينضج الصبي مهما يؤدبه المعلم
لا ينضج الشاب مهما تمسكه السجون
وحين دعت عليه مريم، نضج.
وراقبت مريم الدجاجات طافيةً في السد.
تمدُّ زينب أصفادها حولها
تكبل مشيتها إذ تسير
تتوسد لسانها إذ تنام.
انظر هنا،
ستراها تسكب الرماد أمام البيت
يتوافد الضيوف
يزمجر الزوج
يتعثرون جميعهم بدموعها الكثار
وينكصون.
ارنُ إليها،
إذ تمد الزهر رطبًا للمرأة العجوز
تقبل القدمين بالحناء
تغسل الشعر الأشيب بالسواد
تعانق اليتم المكفن.
لا يعود الموتى إن لم يدفنوا
لا يعود الموتى مهما يبكي الأهلون
لا يعود الموتى إن لم يرغبوا في الموت
لا يعود الموتى إن انشغل الملاك برسالةٍ جديدة
وحين ضحكت زينب على الزوج الميت،
عاد يصفع قمرها المنير.
ومنذئذ لم يمت.