تَحْتَ أَنْقَاضِ الْجَرِيمَةِ

تَحْتَ أَنْقَاضِ الْجَرِيمَةِ

هاجر منصور سراج

3 سبتمبر، 2024


لَمْ يَغُصِ الوَلدُ الصَّغِيرُ فِي الظِّلال/

اِمتصَّتْ روحَه الأشباحُ الراقصة حول الأنقاض المقدسة

لَمْ يرسم على الجدران وجه معبوده

لم يقبل أقدام الأصنام الخالدة

كانَ يمضي كل يومٍ حَوْل القرية مختلسًا بقايا الحب من زوايا الكهوف العتيقة

يجمعها في قنينته الصغيرة ويهرب،

يلحق به العاشقون غاضبين

فيحمله الغمام وراء الشمس.

كانَ يفتت اللحظات في أفواه النجوم الباكية

ينشد القصائد لليلى: أمِيطي اللثام يا قلب الحياة!

فتتمنع ليلى في خمار الليل/

لا يظهر للكون منها إلا سرتها القمرية.

كان ينام على أذرع الأشجار

يربت على أذرع الضباب النحيلة

يطعم العصافير بمنقاره الحاني

ينشد لليلى: يا معبودتي الحلوة! ألا تسفرين؟

كان يهفو للجنة كلَّ نهار

يحبو بين سنابل القمح الذهبية

يمسِّد بطن الأرض، ويغفو في انتظار الغربان

تقتات لحمه طوال النهار

وفي الليل/

يميط جلده عنه، ويغني لليلى.

لم يرسم على الجدران وجه ليلى،

لم يقبل أنامل الأصنام القديمة،

لم يزرع الأشواك في كهوف العاشقين،

لم يقتل ليلى!

سيول الدماء على الأرض من أناشيده.

وجعُ الأرواح الزاحفة في عتمة الليل من أغانيه.

عقم الأرض طوال العام من تهاويده.

هروب ليلى، من كوننا الجحيمي، من قصائده.

قنينته العِطرة على الأنقاض القديمة مكسورة.

معبده في قلب ليلى تحطَّم.

أزهار مواعيده المعتقة ذابلة.

الأرواح المدنسة سلبت روحه.

لم يغص في الظلام،

لم تشده ليلى إلى حضنها!

تنازعوا أطرافه العطرة،

فتتوا روحه في حساءهم

تلوا على روحه ترانيم قدسية

ونسوه.

There are no comments for this article at this moment. Add new comment .

Your email address will not be published. Required fields are marked *

@