عَلَى صَدْرِ الْعَالَمِ الْهَشِّ

عَلَى صَدْرِ الْعَالَمِ الْهَشِّ

هاجر منصور سراج

31 أغسطس، 2024


خبِّريني يا رقائق الثلج الهشَّة

لماذا تستكين الحروف الواهنة لأنين الذئب الجريح،

وتمضي حياتي دون أغلفةٍ لامعة،

وأجد بين الشجيرات الشائكة طفلي الوحيد باكيًا؟

لماذا يهفو إلى أشواك سامة، وأرواحٍ هائمة؟

يمرُّ جسده الضئيل على الطرقات الخفية

يحبو ويهمس للأوراق الراقصة ولا يجيبه كلامٌ

أصوات الغابة الخفية، تضحك منه

تشير بأغصانها الجافة إلى جسده الضئيل البض وتتمايل.

تسخر منك يا صغيري فعد ها هنا!

لماذا يا رقائق الثلج الهشة

يغادر صغيري العش الدافئ إلى بطن الوديان

... ولا يعود؟

لماذا يستهوي العيش بعيدًا عن صدر العالم الدافئ؟

العظام القديمة لا تزال لذيذة،

ولم يقضم بقايا اللحم في كهفه الصغير

النار لم يطفئها

والحطب متراصٌ أمامه

لماذا يتسلل في جوف الليل إلى قعر البحر،

يمدَّ شباكه العجيبة إلى جوف المالح ويسجد:

إله الكون الفسيح، يا واهب اللقمة الصعبة!

وانتظر أعوامًا ليعود حاملًا أصدافًا، ولآلئ، وأسماكًا

تتساقط في الطريق إلى صدر العالم الغض.

يا رقائق الثلج الخفيفة الهشة

لا تشهقي حين تقبض عليك أصابعي وتسحق ماءك العذب!

لماذا لم يعد طفلي الصغير؟

ترك الديار ودونها أهلها

الوادي البعيد لا تبلغه أقدامٌ حية

ماذا فعل ليشعل النار في الطريق ويحملها بين كفيه؟

أيتها الرقائق الضعيفة، لماذا لم يعد صغيري؟

صدر العالم باردٌ دونه

أستريح ثكلى دونه

وأعرف أنه صار شيخًا واهنًا كرقائق الثلج

والدهر لا يتعاقب هنا على صدر العالم

لكنه خارجه يمضي مهرولا.

There are no comments for this article at this moment. Add new comment .

Your email address will not be published. Required fields are marked *

@