مَـــاءٌ

هاجر منصور سراج 

1 أكتوبر، 2024

---

نَلُوذُ إلى الظلمة التي لا تنقشع

                                                نتكوَّر

                                                                                مجرَّةً لا حياةَ فيها.

 

نبض الرحمة خافتٌ مستعرٌ

نلوذ من الضوء… كاشف الألم

متباين الألوان

في الظلمة نُرخي ستار الذنوب

ونستشعر لذة الجريمة في ثنايا أسمالها

نَحْنُ…

لم نفعل شيئًا سوى أنا نظرنا إلى التابوت في الماء

ورمينا الحصوات الصغيرة

صلينا للنهر المتمدد: أعده!

انكمش النهر، وانكمش التابوت.

لم نفعل شيئًا سوى أنَّا نظرنا إلى الغيم المتناثر على زجاج النافذة

ولامسنا بأهدابنا أشعة الظلمة

دغدغناها حتى ألمَّتْ الفاجعة.

لم نرم ما في محافظنا حين تسولنا جارنا الشاب

بين يديه…

بل بصقنا بين عينيه.

لم نزين العروس بثوب البياض

بل سكبنا طلاء التابوت

ولطخنا وجهها بالسخام.

لم تغير فينا سحب البياض شيئًا

لم نرد إلا أن يعود التابوت

للجثث التي تراكمت على الضفتين:

افتح جوفك وابتلع ما جادت به الدنيا من الجثث،

فأنت الآن السيد الأول.

صلينا للأشجار:

أنزلي الأجساد لأن الروائح لا تجلب الضوء

الحسناء التي رميناها في النهر عادت

 عظامها سوداء خاوية!

فتنازعها شبان القرية:

أعطيتم الموتَ الحياةَ، هبوه الموتى!

تتمايل أشباح الأشجار

موتًا مغدورًا مسلولًا في فك الموت

موتًا ينبض في صدر الموت

موتًا يحبو في جسد الموت

ينمو في آلاف اللحظات

يتراكم في بطن الموت

صلينا للسماء:

الماء الذي حرمتنا منه، جادت به الأرض…

أحمر زاهٍ

العطش لا تخبو شرارته

لا فرق بين ما جدتِ به وما جادت به الأرض الجافة

الماء والدم صنوان

فحين فجرنا الصخرة

احتفنت أكفنا العذب،

احتفنت ثيابنا المالح،

تراكم حول الصخرة الأموات

فلذنا إلى الظلمة التي لا تنقشع…