هُرُوبُ الشَّيْطَان
This is an Arabic short story for beginners. It is for non-native speakers of Arabic. We took it from a story book entitled The Myths of the West. The author of this story is Sulaiman Mazhar. The original text is for native speakers of Arabic. So, it is in a more advanced Arabic. This Arabic short story for beginners has been abridged and simplified to make it suitable for foreign learners of Arabic.
كَانَ فِي الْقَرْيَةِ حَفْلَةٌ رَاقِصَةٌ، وَكَانَ كُلُّ أَهْلِ الْقَرْيَةِ يَرْقُصُونَ. وَفِي الْمَسَاءِ، جَلَسَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَظَلَّ الشَّبَابُ وَالْفَتَيَاتُ يَرْقُصُونَ. وَبَعِيدًا عَنِ الْمُوسِيقَى وَالرَّقْصِ وَالطَّعَامِ، كَانَ رَجُلٌ طَوِيلٌ جَالِسًا. كَانَ الرَّجُلُ يَلْبَسُ مِعْطَفًا طَوِيلًا، وقُبَّعَةً خَضْرَاءَ جَمِيَلَةً. كَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ شَيْطَانًا صَغِيرًا. تَنَكَّرَ الشَّيْطَانُ بِشَكْلِ رَجُلٍ؛ كَيْ يَحْضُرَ الْحَفْلَةَ.
جَلَسَتْ اِمْرَأَةٌ عَجُوزٌ قَبِيحَةٌ قَرِيبًا مِنَ الشَّيْطَانِ. كَانَتِ الْعَجُوزُ تَرْبِطُ مِنْدِيلًا حَوْلَ رَأْسِهَا، وَكَانَ شَعْرُهَا الْأَبْيَضُ عَلَى كَتِفَيْهَا. كَانَتْ رَائِحَةُ الْعَجُوزِ قَبِيحَةً. سَمِعَ الشَّيْطَانُ الْعَجُوزَ تَقُولُ: هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ الْحَمْقَى! لِمَاذَا لَا يَرْقُصُونَ مَعِي؟ أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرْقُصَ! لَوْ طَلَبَ أَحَدٌ مِنِّي أَنْ أَرْقُصَ مَعَهُ، سَوْفَ أَرْقُصُ طَوَالَ اللَّيْلِ. نَعَم! طَوَالَ اللَّيْلِ... لَنْ أَتْعَبَ، وَلَنْ أَتْرُكَهُ أَبَدًا، حَتَّى لَوْ كَانَ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ.
اِبْتسَمَ الشَّيَطَانُ وَقَالَ لِنَفْسِهِ: تَرْقُصُ طَوَالَ اللَّيْلِ؟ سَوْفَ نَرَى.
قَامَ الشَّيْطَانُ، وَمَشَى نَحْوَ الْمَرْأَةِ الْعَجُوزِ. اِنْحَنَى الشَّيْطَانُ أَمَامَ الْمَرْأَةِ، وَسَأَلَهَا: هَلْ تَقْبَلِينَ يَا سَيِّدَتِي الْجَمِيلَةَ؟ أَرْجُوكِ، أَعْطِنِي شَرَفَ الرَّقْصِ مَعَكِ.
فَرِحَتِ الْمَرْأَةُ الْعَجُوزُ، وَوَقَفَتْ بِسُرْعَةٍ. كَانَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَى الشَّيْطَانِ بِدَهْشَةٍ. قَالَتِ اِمْرَأةٌ: كَيْفَ يَرْقُصُ هَذَا الشَّابُّ الْوَسِيمُ مَعَ هَذِهِ الْعَجُوزِ؟
مَدَّتِ الْعَجُوزُ يَدَهَا إِلَى الْعِمْلَاقِ الْوَسِيمِ، وَمَشَتْ مَعَهُ إِلَى حَلَبَةِ الرَّقْصِ. كَانَتِ الْعَجُوزُ تَرْقُصُ بِنَشَاطٍ وَحَمَاسٍ. وَكَانَ الشَّبَابُ والشَّابَّاتُ يَنْظُرونَ بِدَهْشَةٍ إِلَى الْعَجُوزِ وَالشَّابِّ الْغَرِيبِ. تَعِبِ الْجَمِيعُ؛ فَجَلَسُوا يَنْظُرُونَ إِلَى الْغَرِيبِ وَالْعَجُوزِ. بَقِيَ الْغَرِيبُ وَالْعَجُوزُ يَرْقُصَانِ. تَعِبَ الْمُوسِيقِيُّونَ، وَتَوَقَّفُوا عَنِ الْعَزْفِ؛ فَأَخْرَجَ الْغَرِيبُ مِنْ جَيْبِهِ قِطْعَةً ذَهَبِيَّةً، وَرَمَاهَا إِلَيْهِم. عَادَ الْمُوسِيقِيُّونَ يَعْزِفُونَ بِقُوَّةٍ.
وَقَفَ الْجَمِيعُ يُشَاهِدُونَ قُوَّةَ الْعَجُوزِ وَالْغَرِيبِ. قَالَ شَابٌّ: هَذَانِ مَجْنُونَانِ! كَيْفَ يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَرْقُصَا كُلَّ هَذَا الْوَقْتِ دُونَ تَعَبٍ؟
وَعِنْدَمَا اِنْتَهَى اللَّيْلُ، وَاِقْتَرَبَ الْفَجْرُ، أَمْسَكَ الْعِمْلَاقُ الْغَرِيبُ يَدَ الْعَجُوزِ وَقَالَ لَهَا: أَنْتِ رَاقِصَةٌ نَشِيطَةٌ أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ. الْوَدَاعُ الْآنَ.
مَشَى الْغَرِيبُ نَحْوَ الْأَشْجَارِ؛ كَيْ يَخْتَفِي، لَكِنَّ الْعَجُوزَ لَحِقَتْ بِهِ. أَمْسَكَتِ الْعَجُوزُ بِيَدِ الشَّيْطَانِ، وَقَالَتْ بِصَوْتٍ رَقِيقٍ: أَرْجُوكَ لَا تَتْرُكْنِي! خُذْنِي مَعَكَ إِلَى بَيْتِكَ. سَوْفَ أَبْقَى مَعَكَ إِلَى الْأَبَدِ.
اِبْتَسَمَ الْغَرِيبُ وَقَالَ: لَكِنَّ بَيْتِي بَعِيدٌ جِدًّا عَنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَتِ الْعَجُوزُ: أَنَا لَا أَهْتَمُّ. أَرْجُوكَ، خُذْنِي مَعَكَ. سَوْفَ أَذْهَبُ مَعَكَ، حَتَّى لَوْ كُنْتَ تَسْكُنُ فِي الْجَحِيمِ.
ضَحِكَ الْغَرِيبُ، وَقَالَ: سَوْفَ أَرَى. ثُمَّ أَمْسَكَ بِذِرَاعَيِّ الْعَجُوزِ، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ تُمْسِكَ بِهِ جِيِّدًا؛ فَوَضَعَتِ الْعَجُوزُ ذِرَاعَيْهَا حَوْلَ عُنُقِهِ بِقُوَّةٍ. دَقَّ الشَّيْطَانُ الْأَرْضَ بِعُنْفٍ؛ فَاِنْشَقَّتْ. أَظْلَمَتِ السَّمَاءُ، وَظَهَرَ ضَوْءٌ يُشْبِهُ الْبَرْقَ. لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَفْتَحَ عَيْنَيْهِ. وَفِي ذَلِكَ الضَّوْءِ، اِخْتَفَى الشَّيْطَانُ وَالْعَجُوزُ.
كَانَ الشَّيْطَانُ سَعِيدًا، عِنْدَمَا دَخَلَ إِلَى الْجَحِيمِ، وَهُوَ يَحْمِلُ الْعَجُوزَ. نَظَرَ الشَّيَاطِينُ إِلَيْهِ؛ فَقَالَ لَهُم، وَهُوَ يَضْحَكُ: لَا أَحَدَ مِنْكُم يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعُودَ إِلَى الْجَحِيمِ وَمَعَهُ اِمْرَأَةٌ. أَنَا وَحْدِي مَنْ اِسْتَطَاعَ.
طَلَبَ الشَّيْطَانُ مِنَ الْعَجُوزِ أَنْ تُبْعِدَ ذِرَاعَيْهَا عَنْ عُنُقِهِ. رَفَضَتِ الْعَجُوزُ. ضَرَبَ الشَّيْطَانُ يَدَيِّ الْعَجُوزِ، لَكِنَّها لَمْ تَتْرُكُهُ أَبَدًا. لَمْ يَسْتَطِعِ الشَّيْطَانُ أَنْ يُبْعِدَ الْعَجُوزَ عَنْهُ. شَعَرَ الشَّيْطَانُ بِالْغَضَبِ الشَّدِيدِ. صَاحَ الشَّيْطَانُ: اِنْزِلِي أَيَّتُهَا الْعَجُوزُ! اُتْرِكِينِي!
لَكِنَّ الْعَجُوزَ رَفَضَتْ. كَانَ الشَّيْطَانُ يَمْشِي طَوِيلًا، وهُوَ يَصِيحُ: اِبْتَعَدِي! اِنْزِلِي! وَمَرَّتْ شُهُورٌ طَوِيلَةٌ، وَالْمَرْأَةُ الْعَجُوزُ مُتَعَلِّقَةٌ بِعُنُقِهِ؛ فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ إِلَى كَبِيرِ الشَّيَاطِينِ، وَقَالَ لَهُ: أَرْجُوكَ، يَا سَيِّدِي. أَبْعِدْ هَذَهِ الْمَرْأَةَ عَنِّي!
قَالَ الشَّيْطَانُ الْكَبِيرُ: أَنْتَ تَسْتَحِقُ هَذَا! عُدْ إِلَى الْأَرْضِ، وَحَاوَلْ أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْهَا هُنَاكَ. أَنَا لَا أَعْلَمُ كَيْفَ تَتَخَلَّصُ مِنْهَا. عَلَيْكَ أَنْ تَدْفَعَ ثَمَنَ مَا فَعَلْتَ.
صَعَدَ الشَّيْطَانُ إلَى الْأَرْضِ. كَانَ الشَّيْطَانُ غَاضِبًا جِدًّا، وَكَانَ يَصْرُخُ: أَنْتِ اِمْرَأَةٌ مَجْنُونَةٌ! لَا، أَنْتِ لَسْتِ اِمْرَأةً. أَنْتِ شَيْطَانَةٌ! لَا! أَنْتِ شَيْءٌ شِرِّيرٌ جِدًّا.
كَانَ الشَّيْطَانُ مُتَنَكِّرًا بِشَكْلِ رَجُلٍ. وَكَانَ يَسِيرُ فِي الْجِبَالِ، وَهُوَ يَصْرُخُ. وَعِنْدَمَا كَانَ يَمْشِي، رَأَى رَاعِيًا، يَسِيرُ خَلْفَ أَغْنَامِهِ. كَانَ الرَّاعِيُ شَابًّا وَسِيمًا، يَلْبَسُ مِعْطَفًا سَمِيكًا. مَشَى الشَّيْطَانُ قُرِيبًا مِنَ الرَّاعِي. اِنْتَظَرَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّاعِي. غَنَّى الرَّاعِي، وَبَقِيَ الشَّيْطَانُ يَمْشِي بِغَضَبٍ. وَبَعْدَ وَقْتٍ، اِلْتَفَتَ الرَّاعِيُ إِلَى الْغَرِيبِ وَقَالَ، وَهُوَ يَبْتَسِمُ: مَا أَجْمَلَ هَذَهِ الطَّرِيقَةَ الَّتِي تَحْمِلُ بِهَا زَوْجَتَكَ!
قَالَ الْغَرِيبُ بِغَضَبٍ: لَا شَأْنَ لَكَ! هَذَا فَقَطْ مَا اَسْتَطَاعَ عَقْلُكَ الصَّغِيرُ أَنْ يَقُولَهُ. إِنَّنَا، أَنَا وَزَوْجَتِي، نُحِبَّ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ. لَا شَأْنَ لَكَ أَبَدًا!
قَالَ الرَّاعِيُ: أَنَا آسِفٌ. أَرَدْتُ أَنْ أُخْبِرَكَ أَنَّ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ مُتْعِبَةٌ جِدًّا.
لَمَعَتْ عَيْنَا الشَّيْطَانِ، وَقَالَ: نَعَمْ. إِنَّهَا طَرِيقَةٌ مُتْعِبَةٌ جِدًّا. أَنَا أَحْتَاجُ إِلَى بَعْضِ الرَّاحَةِ. أُرِيدُ أَنْ أَتْرُكَهَا تَتَعَلَّقُ بِرَقَبَةِ شَخْصٍ آخَرَ... لِمُدَّةٍ قَصِيرَةٍ فَقَطْ.
هَزَّ الرَّاعِيُ رَأْسَهُ: أَنْتَ مِسْكِينٌ. أَنَا أُشْفِقُ عَلَيْكَ.
غَضِبَ الشَّيْطَانُ، وَقَرَّرَ أَنْ يُخْبِرَ الرَّاعِيَ بِقِصَّتِهِ. اِقْتَرَبَ الشَّيْطَانُ مِنَ الرَّاعِي، وَحَكَى لَهُ قِصَّتَهُ. سَمِعَ الرَّاعِيُ قِصَّةَ الشَّيْطَانِ، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ مِسْكِينٌ أَيُّهَا الشَّيْطَانُ. أَنَا سَوْفَ أُسَاعِدُكَ.
اِقْتَرَبَ الرَّاعِيُ مِنَ عُنُقِ الشَّيْطَانِ، وَأَدْخَلَ رَأْسَهُ بَيْنَ ذِرَاعَيِّ الْمَرْأَةِ. أَخْرَجَ الشَّيْطَانُ رَأْسَهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْمَرْأَةِ. كَانَتِ الْعَجُوزُ هَادِئَةً. قَالَ الرَّاعِيُ: أَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْعَجُوزَ لَا تَعْتَرِضُ أَبَدًا. الْمُهِمُّ أَنْ تَكُونَ مُمْسِكَةً بِرَجُلٍ مَا... أَيِّ رجُلٍ!
أَمْسَكَ الشَّيْطَانُ بِعُنُقِهِ، وَصَاحَ بِفَرَحٍ: أَنَا حُرٌّ؟ أَنَا حُرٌّ! أَنَا سَعِيدٌ جِدًّا!
أَخَذَ الشَّيْطَانُ عَصَا الرَّاعِي، وَشَكَرَهُ. مَشَى الشَّيْطَانُ خَلْفَ الْأَغْنَامِ، وَهُوَ يُغَنِّي وَيَرْقُصُ. وَمَشَى الرَّاعِي فِي طَرِيقٍ آخَرَ. كَانَتِ الْعَجُوزُ مُمْسِكَةً بِعُنُقِ الرَّاعِي بِقُوَّةٍ. ......................................
.................................................................................................................................................................
.................................................................................................................................................................
...................................... . وَقَبْلَ أَنْ يُكْمِلَ الرَّاعِيُ كَلَامَهُ، صَرَخَ الشَّيْطَانُ صَرْخَةَ خَوْفٍ قَوِيَّةً، وَاِمْتَلَأَتِ الْغُرْفَةُ بِالدُّخَانِ الْأَبِيَضِ الْكَثِيفِ، وَلَمَعَ ضَوْءٌ قَوِّيٌّ، وَتَحَطَّمَتْ نَافِذَةٌ مُغْلَقَةٌ. ثُمَّ عَادَ الْهُدُوءُ، وَقَامَتِ الْأَمِيرَةُ. وَبَعْدَ هَذِهِ الْحَادِثَةِ، لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ فِي جَسَدِ أَحَدٍ.
To continue reading this story and others, you can buy our book from Amazon as listed in the links below. If you are not directed to the book page, you can search for the (first) author's name on Amazon Search Bar.