ثَوْبُ الأَذْكِيَاءِ
This is an Arabic short story for beginners, namely for non-Arabs. It is taken from a book entitled The Legends of Nations. This book is written by Quadri Qualaji. The original text is in more advanced Arabic. This Arabic short story for beginners has been abridged and simplified to be suitable for learners of Arabic as a foreign language.
فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، عَاشَ مَلِكٌ يُحِبُّ الثِّيَابَ كَثِيرًا؛ فَتَرَكَ كُلَّ أُمُورِ الْحُكْمِ لِوزَرَائِهِ، وَاهْتَمَّ بِالثِّيَابِ. وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، جَاءَ نَسَّاجَانِ إِلَى مَمْلَكَتِهِ. قَالَ النَّسَّاجَانِ لِلنَّاسِ إِنَّهُمَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصْنَعَا ثَوْبًا، نَسِيجُهُ جَمِيلٌ وَمُمْتَازٌ، وَنُقُوشُهُ رَائِعَةٌ جِدًّا، وَنَسِيجُ الثَّوْبِ سِحْرِيٌّ؛ فَلَا يَرَى الثَّوْبَ إِلَّا الْحَكِيمُ الذَّكِيُّ.
سَمِعَ الْمَلِكُ هَذَا الْخَبَرَ؛ فَفَرِحَ كَثِيرًا. وَأَرَادَ الْمَلِكُ أَنْ يَلْبَسَ ثَوْبَ الْحُكَمَاءِ وَالْأَذْكِيَاءِ. أَرْسَلَ الْمَلِكُ حَارِسًا يَبْحَثُ عَنِ النَّسَّاجَيْنِ. وَعِنْدَمَا وَصَلَ النَّسَّاجَانِ إِلَى الْقَصْرِ، طَلَبَ الْمَلِكُ مِنْهُمَا أَنْ يَصْنَعَا لَهُ ثَوْبًا، مِنْ أَحْسَنِ الْأَقْمِشَةِ. فَرِحَ النَّسَّاجَانِ كَثِيرًا وَطَلَبَا مَالًا كَثِيرًا؛ لِأَنَّ النَّسِيجَ السِّحْرِيَّ غَالٍ جِدًّا. لَمْ يَهْتَمِّ الْمَلِكُ بِالْمَالِ؛ فَدَفَعَ أَكْثَرَ مِمَّا طَلَبَا.
أَخَذَ النَّسَّاجَانِ المَالَ وَذَهَبَا إِلَى مَنْزِلِهِمَا. وَبَعْدَ أَنْ وَصَلَا ضَحِكَا كَثِيرًا. سَخِرَ النَّسَّاجَانِ مِنَ المَلِكِ لِأَنَّهُ صَدَّقَهُمَا. قَالَ الأَوَّلُ: هَلْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَحْمَقَ مِثَلَ هَذَا المَلِكِ؟
أَجَابَ الثَّانِي: لَا، يَا صَاحِبِي. لَكِنَّنَا سَنَحْصُلُ عَلَى مَالٍ كَثِيرٍ جِدًّا.
ضَحِكَ الأَوَّلُ وَقَالَ: إِذَا كَانَ هُنَالِكَ ثَوْبٌ لَا يَرَاهُ إِلَّا الأَذْكِياءُ، فَهَذَا المَلِكُ لَنْ يَرَاهُ أَبَدًا. إِنَّهُ غَبِيٌّ جِدًّا.
لَعِبَ النَّسَّاجَانِ الشَّطْرَنْجَ مُدَّةً طَوِيلَةً. وَبَعْدَ أَيَّامٍ سَمِعَا شَخْصًا يَطْرُقُ بَابَهُمَا. وَحِينَمَا فَتَحَا البَابَ، رَأَيَا شَيْخًا طَوِيلًا، لَهُ لِحْيَةٌ كَثِيفَةٌ وَثِيَابٌ جَمِيلَةٌ، وَكَانَ خَلْفَ الشَّيْخِ ثَلَاثَةُ عَسَاكِرَ. قَالَ الشَّيْخُ: مَرْحَبًا! أَنَا الوَزِيرُ الأَوَّلُ. لَقَدْ أَرْسَلَنِي المَلِكُ إِلَيْكُمَا. أَرَادَ المَلِكُ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الثَّوْبِ الَّذِي لَا يَرَاهُ إِلَا الحُكَمَاءُ. هَلْ صَنَعْتُمَاهُ مِنْ نَسِيجٍ مُمْتَازٍ؟ المَلِكُ يُرِيدُ أَنْ تَكُونَ نُقُوشُهُ جَمِيلَةً.
اِبْتَسَمَ النَّسَّاجَانِ وَرَحَّبَا بِالوَزِيرِ. قَالَ النَّسَّاجُ الأَوَّلُ: لَا تَقْلَقْ يَا سَيِّدِي! سَوْفَ تَرَى الثَّوْبَ الآنَ.
طَلَبَ النَّسَاجُ الأَوَّلُ مِنْ النَّسَّاجِ الثَّانِي أَنْ يُحْضِرَهُ. ذَهَبَ النَّسَّاجُ الثَّانِي إِلَى غُرْفَةٍ أُخْرَى ثُمَّ عَادَ. كَانَ النَّسَّاجُ يَمُدُّ ذِرَاعَيْهِ أَمَامَهُ لَكِنَّ الوَزِيرَ لَمْ يَرَى شَيْئًا. أَسْرَعَ النَّسَّاجُ الأَوَّلُ إِلَى صَاحِبِهِ وَمَدَّ يَدَيّهِ كَي يَحْمِلَ الثَّوْبَ. قَالَ النَّسَّاجُ الأَوَّلُ: هَلْ تَرَى يَا سَيْدِي مَا أَجْمَلَ هَذَا النَّسِيجَ؟
قَالَ النَّسَّاجُ الثَّانِي: إِنَّ لَوْنَهُ أَجْمَلُ. هَلْ تَرَى هَذِهِ الأَلْوَانَ هُنَا يَا سَيِّدِي؟
قَالَ النَّسَّاجُ الأَوَّلُ وَهُوَ يَرْفَعُ يَدَهُ: اُنْظُرْ هُنَا يَا سَيِّدِي. هَلْ تَرَى هَذِهِ النُّقُوشَ الجَمِيلَةَ. هَلْ أَعْجَبَتْكَ؟
كَانَ الوَزِيرُ مُسْتَغْرِبًا. لَمْ يَرَ الوَزِيرُ شَيْئًا، وَلَمْ يَلْمَسِ النَّسِيجَ، وَلَمْ يَرَ أَلْوَانًا وَلَا نُقُوشًا. لَمْ يَعْرِفِ الوَزِيرُ الشَّيْخُ هَلِ السَّبَبُ عَيْنَاهُ، أَوْ عَقْلُهُ. سَأَلَ الوَزِيرُ الشَّيْخُ نَفْسَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى النَّسَّاجَيْنِ: هَلْ أَنَا غَبِيّ؟ خَافَ الوَزِيرُ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ أَنَّهُ غَبِيٌّ. خَافَ الوَزِيرُ أَنْ يَطْرُدَهُ المَلِكُ. قَالَ الوَزِيرُ لِنَفْسِهِ: إِذَا عَرَفَ الوَزِيرُ الثَّانِي أَنَّنِي غَبِيٌّ، وَلَمْ أَرَ الثَّوْبَ فَسَوْفَ يَسْخَرُ مِنِّي.
قَالَ الوَزِيرُ الشَّيْخُ: نَعَمْ. إِنَّهُ ثَوْبٌ جَمِيلٌ جِدًّا! أَلْوَانُهُ جَمِيلَةٌ جِدًا، وَالنُّقُوشُ جَمِيلَةٌ أَيْضًا. مَتَى يَنْتَهِي الثَّوْبُ؟
أَجَابَ النَّسَّاجُ الأَوَّلُ: إِنَّهُ عَمَلٌ طَوِيلٌ وَمُتْعِبٌ جِدًّا. اُنْظُرْ إِلَى هَذَا العُصْفُورِ هُنَا، وَهَذِهِ الوُرُودِ. نُرِيدُ أَنْ نَصْنَعَ مِثْلَهَا هُنَا أَيْضًا. هَلْ أَعْجَبَكَ هَذَا العُصْفُورُ يَا سَيِّدِي؟
قَالَ الوَزِيرُ لِنَفْسِهِ: إِنِّنِي غَبِيٌّ حَقًّا! ثُمَّ قَالَ لِلنَّسَّاجَيْنِ: نَعْم! أَعْجَبَنِي هَذَا الطَّائرُ. إِنَّهَا رُسُومٌ جَمِيلَةٌ. سَوْفَ يُحِبُّ المَلِكُ هَذَا الثَّوْبَ.
قَالَ النَّسَّاجُ الثَّانِي: اِلْمَسِ النَّسِيجَ يَا سَيِّدِي.
اِقْتَرَبَ الوَزِيرُ الشَيْخُ مِنَ النَّسَّاجَيْنِ. وَضَعَ الوَزِيرُ يَدَهُ فَلَمْ يَلْمَسْ شَيْئًا. قَالَ الوَزِيرُ: يَا اللهُ! إِنَّهُ نَسِيجٌ رَائِعٌ جِدًّا. لَمْ أَلْمِسْ نَسِيجًا مِثْلَ هَذَا أَبَدًا.
قَالَ النَّسَّاجُ الأَوَّلُ: لَقَدْ تَعِبْنَا كَثِيرًا. اُطْلُبْ مِنَ المَلِكِ يَا سَيِّدِي أَنْ يُرْسِلَ إِليْنَا بَعْضَ المَالِ. لَمْ يَكْفِ المَالُ السَّابِقُ أَبَدًا.
قَالَ الوَزِيرُ: نَعَمْ! يَحْتَاجُ هَذَا النَّسِيجُ، وَهَذِهِ الألْوَانُ، وَهَذَه النُّقُوشُ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ المَالِ. سَوْفَ أُخْبِرُ المَلِكَ.
عَادَ الوَزِيرُ الشَّيْخُ إِلَى قَصْرِ المَلِكِ وَأَخْبَرَهُ عَنْ جَمَالِ النَّسِيجِ وَالنُّقُوشِ وَالأَلْوَانِ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ عِنْ حَاجَةِ النَّسَّاجَيْنِ إِلَى المَالِ. ......................................
.................................................................................................................................................................
.................................................................................................................................................................
...................................... خَجِلَ الوَزِيرُ الأَوَّلُ وَخَرَجَ مِنَ القَصْرِ. وَخَرَجَ الوَزِيرُ الثَّانِي كَي يَبْحَثَ عَنِ النَّسَّاجَيْنِ لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْهُمَا. وَعَادَ المَلِكُ إِلَى غُرْفَتِهِ وَهُوَ يَشْعُرُ بِالَخَجَلِ وَالغَبَاءِ.
To continue reading this story and others, you can buy our book from Amazon as listed in the links below. If you are not directed to the book page, you can search for the (first) author's name on Amazon Search Bar.