عِقْدُ اللُّؤْلُؤِ
This Arabic short story (A Necklace of Pearls) is for beginners, namely for non-Arabs. It is taken from a book entitled A Word of Truth. This book is written by Mohammed Hassan Al-Humsi. The original text is meant for native speakers of Arabic, hence written in more advanced Arabic. This Arabic short story for beginners has been abridged and simplified to be suitable for learners of Arabic as a foreign language.
كَانَ فِي بَغْدَادَ شَيْخٌ، لَا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ. كَانَ اِسْمُ الشَّيْخُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. كَانَ هَذَا الشَّيْخُ فِي الثَّمَانِينَ مِنْ عُمُرِهِ، لَكِنَّهُ كَانَ نَشِيطًا وَقَوِيًّا. كَانَ النَّاسُ يُنَادُونَ الشَّيْخَ بِالشَّيْخِ الْغَرِيبِ. كَانَ الشَّيْخُ يَسْكُنُ فِي فُنْدُقٍ صَغِيرٍ. كَانَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى الْحَجِّ؛ لِذَلِكَ كَانَ فِي بَغْدَادَ. كَانَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ يَنْتَظِرُ قَافِلَةَ الْحَجِّ. الطَّرِيقُ إِلَى مَكَّةَ طَوِيلٌ جِدًّا، وَهَذَا الطَّرِيقُ خَطِيرٌ. هُنَالِكَ الْكَثِيرُ مِنَ اللُّصُوصِ فِي الطَّرِيقِ. لِهَذَا السَّبَبِ، لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ أَنْ يُسَافِرَ وَحِيدًا.
وَبَعْدَ مُدَّةٍ، اِكْتَمَلَتِ الْقَافِلَةُ. أَسْرَعَ النَّاسُ فِي جَمْعِ حَاجَاتِهِم. وَعِنْدَمَا سَمِعَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ بِالْخَبَرِ، عَادَ إِلَى الْفُنْدُقِ. جَمَعَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ طَعَامًا، وَشَرَابًا، وَثِيَابًا، وَمَالًا. وَكَانَ مَعَ الشَّيْخِ الْغَرِيبِ شَيْئًا آخَرَ. كَانَ مَعَ الشَّيْخِ عِقْدٌ مِنَ اللُّؤْلُؤِ. لَقَدْ عَمِلَ الشَّيْخُ طَوِيلًا، ثُمَّ اشْتَرَى هَذَا الْعِقْدَ. اِشْتَرَى الشَّيْخُ الْغَرِيبُ عِقْدَ اللُّؤْلُؤِ بِاثْنَيّ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ. كَانَ ذَلِكَ الْمَالُ كُلَّ مَالِهِ. إِنَّهُ ثَرْوَةٌ كَبِيرَةٌ وَخَفِيفَةٌ. لَكِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِلَ الْعِقْدَ مَعَهُ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ. فَكَّرَ الشَّيْخُ: أَيْنَ أَضَعُ الْعِقْدَ؟ هَلْ أَحْفِرُ حُفْرَةً هُنَا، وَأُخْرِجُهُ بَعْدَ أَنْ أَعُودَ؟ لَا! مَاذَا لَوْ وَجَدَهُ شَخْصٌ مَا. هَلْ أَضَعُهُ أَمَانَةً عِنْدَ مَالِكِ الْفُنْدُقِ، وَأَحْضِرُ شُهُودًا؟ سَوْفَ يَعْرِفُ النَّاسُ أَنَّ مَعِي هَذِهِ الثَّرْوَةَ الْخَفِيفَةَ؛ سَوْفَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَسْرِقُوهَا. لَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ أَنِّي أَمْلِكُ هَذَا الْعِقْدَ. مَاذَا أَفْعَلُ؟ أَنَا لَا أَعْرِفُ أَحَدًا فِي بَغْدَادَ. أَنَا لَا أَثِقُ بِأَحَدٍ هُنَا!
ظَلَّ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ يُفَكِّرُ طَوِيلًا. وَفَجْأَةً، تَذَكَّرَ أَبَا سَعِيدٍ الْعَطَّارَ. قَال الشَّيْخُ الْغَرِيبُ لِنَفْسِهِ: نَعَمْ! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الْمُنَاسِبُ! إِنَّهُ رَجُلٌ طَيِّبٌ، وَلَقَدْ جَلَسْتُ مَعَهُ طَوِيلًا. هُوَ الْوَحِيدُ الَّذِي حَدَّثِنِي حَدِيثًا طَوِيلًا. سَوْفَ أَذْهَبُ إِلَيْهِ الْآنَ، قَبْلَ أَنْ يُغْلِقَ دُكَّانَهُ.
خَرَجَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ مِنَ الْفُنْدُقِ مُسْرِعًا. كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يُغْلِقُونَ دَكَاكِينَهُم. رَأَى الشَّيْخُ الْغَرِيبُ أَبَا سَعِيدٍ، يُرَتِّبُ دُكَّانَهُ. دَخَلَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ إِلَى الدُّكَّانِ. لَمْ يَكُنْ فِي الدُّكَّانِ أَحَدٌ آخَرُ. قَالَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ: السَّلامُ عَلَيْكُم! أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ لَكَ شَيْئًا يَا أَبَا سَعِيدٍ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّنِي رَجُلٌ غَرِيبٌ عَنْ بَغْدَادَ. أَنَا لَا أعْرِفُ أَحَدًا هُنَا. لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَعْتَمِدَ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَيْكَ.
عَبَسَ أَبُو سَعِيدٍ، وَقَالَ غَاضِبًا: أَنَا لَا أَمْلِكُ مَالًا. لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُعْطِيَكَ شَيْئًا.
قَالَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ: أَنَا أَمْلِكُ الْمَالَ. أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى الْحَجِّ. لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مَعِي ثَرْوَتِي. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنْ اللُّصُوصَ كَثِيرُونَ.
اِبْتَسَمَ أَبُو سَعِيدٍ، وَقَالَ: اِجْلِسْ! أَخْبِرْنِي مَاذَا تُرِيدُ.
قَالَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ: أُرِيدُ أَنْ أَضَعَ عِنْدَكَ أَمَانَةً حَتَّى أَعُودَ. لَا أُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ عَنْ هَذِهِ الثَّرْوَةِ.
أَخْرَجَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ قِطْعَةً مِنَ الْحَرِيرِ الْأَحْمَرِ. رَفَعَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ الْقُمَاشَ. رَأَى أَبُو سَعِيدٍ عِقْدًا طَوِيلًا مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَشَعَرَ بِالدَّهْشَةِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ لِنَفْسِهِ: إِنَّهُ عِقْدٌ غَالٍ جِدًّا. لَوْ أَنَّهُ مِلْكِي، لَنْ أَعْمَلَ فِي هَذَا الدُّكَّانِ أَبَدًا.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ لِلرَّجُلِ الْغَرِيبِ: لَا! لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَحْمِلَ هَذِهِ الْأَمَانَةَ. رُبَّمَا يَسْرِقُهُ أَحَدٌ.
قَالَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ: لَا تَقْلَقْ! لَا أَحْدَ يَعْلَمُ شَيْئًا عَنْهُ. حَافِظْ عَلَيْهِ حَتَّى أَعُودَ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَا أَحَدَ يَعْلَمُ أَنْ عِنْدَكَ هَذَا الْعِقْدَ؟
أَجَابَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ: لَا أَحَدَ.
سَأَلَ أَبُو سَعِيدٍ: وَلَا أَحَدَ يَعْلَمُ أَنَّهُ عِنْدِيَ الْآنَ؟
أجَابَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ: لَا أَحَدَ يَعْلَمُ أَبَدًا.
هَزَّ أَبُو سَعِيدٍ رَأْسَهُ، وَقَالَ: سَوْفَ أَحْتَفِظُ بِهِ حَتَّى تَعُودَ.
لَفَّ أَبُو سَعِيدٍ الْعِقْدَ بِقِطْعَةِ الْحَرِيرِ الْأَحْمَرِ، وَوَضَعَهَا فِي صُنْدوقٍ خَشَبِيٍّ جَمِيلٍ.
اِبْتَسَمَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ وَشَكَرَ أَبَا سَعِيدٍ. وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، غَادَر الشَّيْخُ الْغَرِيبُ بَغْدَادَ إِلَى مَكَّةَ. كَانَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ يُفَكِّرُ أَنَّهُ اِخْتَارَ الرَّجُلَ الْمُنَاسِبَ.
وَبَعْدَ أَنْ اِنْتَهَى الشَّيْخُ الْغَرِيبُ مِنَ الْحَجِّ، عَادَتِ الْقَافِلَةُ إِلَى بَغْدَادَ. كَانَ الشَّيْخُ الْغَريبُ سَعِيدًا. أَرَادَ الشَّيْخُ الْغَريبُ أَنْ يَرَى عِقْدَ اللُّؤْلُؤِ. أَرَادَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ أَنْ يَطْمَئِنَّ عَلَى ثَرْوَتِهِ الْخَفِيفَةِ. وبَعْدَ أَنْ وَضَعَ حَاجَاتِهِ فِي الْفُنْدُقِ، اِنْتَظَرَ أَنْ يَأْتِيَ أَبُو سَعِيدٍ الْعَطَّارُ لِزِيَارَتِهِ؛ كَيْ يُسَلِّمَ الْأَمَانَةَ، لَكِنَّهُ لَمْ يَأْتِ. قَالَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ: رُبَّمَا يَكُونُ أَبُو سَعِيدٍ مَشْغُولًا جِدًّا.
وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، ذَهَبَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ إِلَى دُكَّانِ أَبِي سَعِيدٍ الْعَطَّارِ. دَخَلَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ دُكَّانَ أَبِي سَعِيدٍ. كَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَجْلِسُ وَحِيدًا، وَفِي يَدِهِ وَرَقَةٌ. كَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَكْتُبُ شَيْئًا. عَانَقَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ أَبَا سَعِيدٍ. لَمْ يَتَكَلَّمْ أَبُو سَعِيدٍ. تَرَكَ أَبُو سَعِيدٍ الشَّيْخَ الْغَرِيبَ وَعَادَ يَكْتُبُ. قَالَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ: هَذِهِ هَدِيَّتُكَ مِنْ مَكَّةَ يَا أَبَا سَعِيدٍ.
نَظَرَ أَبُو سَعِيدٍ إِلَى الْهَدِيَّةِ، وَقَالَ: شُكْرًا.
ثُمَّ عَادَ يَكْتُبُ. صَمَتَ الشَّيْخُ الْغَريبُ قَلِيلًا، ثمَّ قَالَ: سَامِحْنِي يَا أَبَا سَعِيدٍ؛ أَنَا لَا أَسْتَطِيعُ الاِنْتِظَارَ. لَقَدْ أَزْعَجْتُكَ بِأَمَانَتِي. شُكْرًا لَكَ!
رَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ نَظَرَهُ عَنِ الْوَرَقَةِ، وَقَالَ: أَمَانَتُكَ؟ أَيُّ أَمَانَةٍ؟ وَعَلَى مَاذَا تَشْكُرُنِي؟ أَنْتَ مُخْطِئٌ!
اِقْتَرَبَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ: هَلْ نَسِيتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ لَقَدْ تَرَكْتُ عِنْدَكَ أَمَانَةً قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى الْحَجِّ.
صَاحَ أَبُو سَعِيدٍ: لَا أَعْرِفُ الأَمَانَةَ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْهَا.
خَافَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ وَقَالَ: الْأَمَانَةُ... عِقْدُ اللُّؤْلُؤِ... كَانَ فِي قِطْعَةٍ مِنَ الْحَرِيرِ الْأَحْمَرِ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَيُّ أَمَانَةٍ؟ وَأَيُّ لُؤْلُؤٍ؟ وَأَيُّ حَرِيرٍ؟ مَا هَذَا الَّذِي تَتَحَدَّثُ عَنْهُ؟
قَالَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ لِنَفْسِهِ: هَلْ يُنْكِرُ أَبُو سَعِيدٍ الْأَمَانَةَ؟ لَا أَحَدَ يَعْرِفُ عَنْهَا. لَنْ يُصَدِّقَنِي أَحَدٌ. قَالَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ لِأَبِي سَعِيدٍ: أَرْجُوكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ. أَعْطِنِي عِقْدَ اللُّؤْلُؤِ. لَا أَحَدَ يَعْرِفُ، لَكِنَّ اللَّهَ يَعْرِفُ! اللَّهُ يَرَاكَ!
وَقَفَ أَبُو سَعِيدٍ غَاضِبًا، وَصَاحَ: اُخْرُجْ! أَنْتَ مَجْنُونٌ! تَتَّهِمُنِي؟
دَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ الْعَطَّارُ الشَّيْخَ الْغَرِيبَ إِلَى خَارِجِ الدُّكَّانِ. صَاحَ الشَّيْخُ الْغَرِيبُ: أَنْتَ لِصٌّ يَا أَبَا سَعِيدٍ. أَعْطِنِي عِقْدَ اللُّؤْلُؤِ. إِنَّ قِيمَتَهُ اِثْنَا عَشَرَ أَلَفَ دِينَارٍ. ......................................
.................................................................................................................................................................
.................................................................................................................................................................
...................................... وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، صُلُبَ أَبُو سَعِيدٍ الْعَطَّارُ عَلَى بَابِ دُكَّانِهِ، وَكَانَ حَوْلَ رَقَبَتِهِ عِقْدُ اللُّؤْلُؤِ. وَصَاحَ مُنَادٍ: هَذَا جَزَاءُ خِيَانَةِ الْأَمَانَةِ. وَبَقَيَ أَبُو سَعِيدٍ الْعَطَّارُ مَصْلُوبًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
To continue reading this story and others, you can buy our book from Amazon as listed in the links below. If you are not directed to the book page, you can search for the (first) author's name on Amazon Search Bar.