الْعَرَنْدَسُ
This Arabic short story is for beginners, namely for non-Arabs. It is taken from a short story book entitled Al-Arandas. This book is written by Kamel Kilani. The original text is meant for native speakers of Arabic, hence written in more advanced Arabic. This Arabic short story for beginners has been abridged and simplified to be suitable for learners of Arabic as a foreign language.
كَانَ زَقْزُوقُ خَيَّاطًا طَيِّبًا، وَكَانَ يَعِيشُ مَعَ زَوْجَتِهِ حَيَاةً هَادِئَةً. كَانَ الْخَيَّاطُ يَرَى أَنَّ حَيَاتَهُ مُمِلَّةٌ. وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، جَلَسَ الْخَيَّاطُ فِي دُكَّانِهِ، وَكَانَ يَخِيطُ بَعْضَ الثِّيَابِ. مَرَّ مِنْ أَمَامِ الدُّكَّانِ رَجُلٌ أَحْدَبُ، وَهُوَ يُغَنِّي. كَانَ الْأَحْدَبُ فَقِيرًا، وَكَانَ نَحِيفًا، وَكَانَتْ ثِيَابُهُ مُمَزَّقَةً، وَكَانَ يَمْشِي حَافِيًا. جَلَسَ الْأَحْدَبُ قُرْبَ دُكَّانِ الْخَيَّاطِ؛ فَسَمِعَ الْخَيَّاطُ غِنَاءَهُ، وَشَعَرَ بِالسَّعَادَةِ. خَرَجَ الْخَيَّاطُ مِنْ دُكَّانِهِ، وَذَهَبَ إِلَى الْأَحْدَبِ. سَأَلَ الْخَيَّاطُ الْأَحْدَبَ: مَا اسْمُكَ؟
أَجَابَ الْأَحْدَبُ: الْعَرَنْدَسُ.
قَالَ الْخَيَّاطُ: صَوْتُكَ جَمِيلٌ جِدًّا.
اِبْتَسَمَ الْعَرَنْدَسُ الْأَحْدَبُ، وَقَالَ: شُكْرًا.
قَالَ الْخَيَّاطُ: تَعَالَ مَعِي إِلَى الْبَيْتِ. أَنَا أَدْعُوكَ إِلَى الْعَشَاءِ. وَأُرِيدُكَ أَنْ تُغَنِّيَ فِي بَيْتِي. هَلْ أَنْتَ مُوَافِقٌ؟
وَقَفَ الْعَرَنْدَسُ الْأَحْدَبُ، وَقَالَ فَرِحًا: نَعَمْ. مُوَافِقٌ! سَوْفَ أَذْهَبُ الْآنَ، وَأَعُودُ فِي الْمَسَاءِ.
ثُمَّ غَادَرَ وَهُوَ يُغَنِّي. وَفِي الْمَسَاءِ، جَاءَ الْعَرَنْدَسُ بَعْدَ أَنْ أَغْلَقَ الْخَيَّاطُ دُكَّانَهُ. ذَهَبَ الْخَيَّاطُ إِلَى بَيْتِهِ وَمَعَهُ الْعَرَنْدَسُ. وَحِينَمَا وَصَلَا، دَعَا الْخَيَّاطُ زَوْجَتَهُ، ثُمَّ طَلَبَ مِنَ الْعَرَنْدَسِ أَنْ يُغَنِّيَ لَهُمَا. غَنَّى الْعَرَنْدَسُ أَغَانٍ جَمِيلَةً. صَفَّقَتِ الزَّوْجَةُ وَقَالَتْ: صَوْتُكُ جَمِيلٌ جِدًّا يَا عَرَنْدَسُ.
ذَهَبَتِ الزَّوْجَةُ لِتُحْضِرَ الْعَشَاءَ. وَضَعَتِ الزَّوْجَةُ الْعَشَاءَ عَلَى الطَّاوِلَةِ. رَأَى الْعَرَنْدَسُ السَّمَكَ وَفَرِحَ كَثِيرًا. جَلَسَ الْعَرَنْدَسُ، وَقَالَ: شُكْرًا لَكُم؛ أَنَا أُحِبُّ السَّمَكَ كَثِيرًا.
أَكَلَ الْعَرَنْدَسُ سَمَكَةً كَبِيرَةً وَشَرِبَ، ثُمَ حَكَى لِلْخَيَّاطِ وَزَوْجَتِهِ قِصَّةً ظَرِيفَةً. كَانَ الْخَيَّاطُ وَزَوْجَتُهُ يَضْحَكَانِ. أَكَلَ الْعَرَنْدَسُ وَتَكَلَّمَ، وكَانَ يَأْكُلُ كَثِيرًا. أَكَلَ الْعَرْنَدَسُ سَمَكَةً صَغِيرَةً، وَهُوَ يَضْحَكُ. سَعَلَ الْعَرَنْدَسُ، وَأَصْبَحَ لَوْنُ وَجْهِهِ أَحْمَرَ. اِخْتَنَقَ الْعَرَنْدَسُ وَمَاتَ.
صَمَتَ الْخَيَّاطُ وَزَوْجَتُهُ، وَهُمَا يَنْظُرَانِ إِلَى جُثَّةِ الْعَرَنْدَسِ. قَالَ الْخَيَّاطُ: هَلْ مَاتَ؟ ضَرَبَ الْخَيَّاطُ الْعَرَنْدَسَ فَلَمْ يَتَحَرَّكْ. صَاحَتِ الزَّوْجَةُ: سَوْفَ يَقُولُ النَّاسُ أَنَّنَا قَتَلْنَاهُ.
وَقَفَ الْخَيَّاطُ، وَقَالَ: صَهْ! عَلَيْنَا أَنْ نَتَخَلَّصَ مِنْهُ... مَاذَا أَفْعَلُ؟ سَوْفَ أَحْمِلُهُ إِلَى الطَّبِيبِ؛ رُبَّمَا لَا يَزَالُ حَيًّا.
خَرَجَ الْخَيَّاطُ وَزَوْجَتُهُ مِنَ الْبَيْتَ، وَذَهَبَا إِلَى بَيْتِ الطَّبِيبِ. كَانَ الْخَيَّاطُ يَحْمِلُ جُثَّةَ الْعَرَنْدَسَ. طَرَقَتِ الزَّوْجَةُ بَابَ بَيْتِ الطَبِيبِ، وَصَاحَتْ: مَعَنَا مَرِيضٌ يَكَادُ يَمُوتُ. فَتَحَ الْخَادِمُ الْبَابَ؛ فَصَاحَ الْخَيَّاطُ: اِصْعَدْ إِلَى سَيِّدِكَ، وَقُلْ لَهُ أَنْ يَأْتِيَ. سَوْفَ يَمُوتُ الرَّجُلُ. صَعَدَ الْخَادِمُ مُسْرِعًا، وَتَرَكَ بَابَ الْبَيْتِ مَفْتُوحًا. دَخَلَ الْخَيَّاطُ وَصَعَدَ السُّلَّمَ، وَهُوَ يَحْمِلُ الْعَرَنْدَسَ. وَضَعَ الْخَيَّاطُ الْعَرَنْدَسَ أَمَام غُرْفَةِ الطَّبِيبِ. خَرَجَ الْخَيَّاطُ وَزَوْجَتُهُ مِنَ بَيْتِ الطَّبِيبِ.
خَرَجَ الطَّبِيبُ مِنْ غُرْفَتِهِ، وَهُوَ يَجْرِي. قَالَ الطَّبِيبُ لِلْخَادِمِ: أَحْضِرْ مِصْبَاحًا. لَمْ يَرَ الطَّبِيبُ جُثَّةَ الْعَرَنْدَسَ؛ فَصَدَمَ بِهَا بِقُوَّةٍ. سَقَطَ الْعَرَنْدَسُ مِنَ السُّلَّمِ. وَحِينَمَا تَوَقَّفَتْ جُثَّةُ الْعَرَنْدَسَ، كَانَتْ أَمَامَ بَابِ الْبَيْتِ. خَافَ الطَّبِيبُ وَنَزَلَ مُسْرِعًا. حَرَّكَ الطَّبِيبُ الْعَرَنْدَسَ، ثُمَّ صَاحَ: لَقَدْ مَاتَ. لَقَدْ قَتَلْتُهُ! لَكِنِّي لَمْ أَقْصِدْ.
خَرَجَتْ زَوْجَةُ الطَّبِيبِ مِنَ الْغُرْفَةِ، فَأَخْبَرَهَا زَوْجُهَا القِّصَّةَ. قَالَتِ الزَّوْجَةُ: أَخْرِجْ هَذِهِ الْجُثَّةَ مِنْ بَيْتِنَا. سَوْفَ يَقُولُ النَّاسُ أَنَّنَا قَتَلْنَاهُ. بِسُرْعَةٍ!
سَأَلَ الطَّبِيبُ: أَيْنَ أَضَعُهُ؟
فَكَّرَتِ الزَّوْجَةُ ثُمَّ قَالَتْ: اِحْمِلْهُ إِلَى الْأَعْلَى. سَوْفَ نَضَعُهُ عَلَى سَطْحِ مَنْزِلِ جَارِنَا التَّاجِرِ.
حَمَلَ الطَّبِيبُ وَزَوْجَتُهُ وَالْخَادِمُ جُثَّةَ الْعَرَنْدَسَ إِلَى سَطْحِ مَنْزلِ جَارِهِم التَّاجِرِ. أَسْنَدَ الطَّبِيبُ وَزَوْجَتُهُ وَالْخَادِمِ الْجُثَّةَ إِلَى الْجِدَّارِ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى الْبَيْتِ.
وَبَعْدَ قَلِيلٍ، عَادَ التَّاجِرُ إِلَى بَيْتِهِ. كَانَ التَّاجِرُ يُغُنِّي بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ. قَالَ التَّاجِرُ لِنَفْسِهِ: كَانَ عُرْسًا جَمِيلًا. رَأَى التَّاجِرُ رَجُلًا وَاقِفًا عَلَى سَطْحِ مَنْزِلِهِ؛ فَصَمَتَ. صَاحَ التَّاجِرُ: سَارِقٌ جَرِيءٌ! ......................................
.................................................................................................................................................................
.................................................................................................................................................................
...................................... ضَحِكَ السُّلْطَانُ، وَقَالَ: نِهَايَةٌ جَمِيلَةٌ! أَنَا مُعْجَبٌ بِشَجَاعَتِكُم فِي مُقَابَلَةِ الْإِعْدَامِ، رُغْمَ أَنَّكُم تَخَلَّصْتُم مِنَ الْأَحْدَبِ بِالْحِيلَةِ.
نَادَى السُّلْطَانُ الْوَزِيرَ وَقَالَ: أَعْطِهِم مُكَافَآتٍ عَلَى صِدْقِهِم وَشَجَاعَتِهِم.
To continue reading this story and others, you can buy our book from Amazon as listed in the links below. If you are not directed to the book page, you can search for the (first) author's name on Amazon Search Bar.