Arabic Language

عَلِي بَابَا

عَلِي بَابَا

The following Arabic short story is for lower intermediate learners of Arabic. We took it from a short story book entitled Ali Baba. Kamel Kilani is the author of the story. He wrote it for native speakers of Arabic. So, it is in a more advanced Arabic. We have simplified and abridged the story to make it suitable for learners of Arabic as an additional language. 

فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، عَاشَ أَخَوَانِ فَقِيرَانِ. اِسْمُ الْأَخِ الْأَكْبَرِ قَاسِمٌ، وَاسْمُ الْأَخِ الْأَصْغَرِ عَلِي بَابَا. وَبَعْدَ أَنْ كَبِرَ قَاسِمٌ، تَزَوَّجَ اِبْنَةَ تَاجِرٍ غَنِيٍّ. وَبَعْدَ أَنْ مَاتَ التَّاجِرُ الْغَنِيُّ، وَرِثَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ مَالَ أَبِيهَا. أَعْطَتِ الزَّوْجَةُ الْمَالَ لِقَاسِمٍ؛ فَعَمِلَ قَاسِمٌ فِي التِّجَارَةِ. أَصْبَحَ قَاسِمٌ رَجُلًا غَنِيًّا جِدًّا. اِشْتَرَى قَاسِمٌ بَيْتًا كَبِيرًا، وَأَرْضًا وَاسِعَةً، وَمَلَابِسَ كَثِيرَةً.

وَبَعْدَ أَنْ كَبِرَ عَلِي بَابَا، تَزَوَّجَ اِمْرَأَةً فَقِيرَةً جِدًّا. عَاشَ عَلِي بَابَا فِي بَيْتٍ صَغِيرٍ جِدًّا. كَانَ الْبَيْتُ بَارِدًا دَائِمًا؛ لِأَنَّ الْفِرَاشَ قَلِيلٌ جِدًّا. كَانَ قَاسِمٌ يَرَى فَقْرَ أَخِيهِ، لَكِنَّهُ لَمْ يُسَاعِدْهُ، وَكَانَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ اِمْرَأَةً قَاسِيَةً جِدًّا. كَانَ عَلِي بَابَا يَعْمَلُ حَطَّابًا، وَكَانَ يَمْلِكُ ثَلَاثَةَ حَمِيرٍ. كَانَ عَلِي بَابَا يَأْخُذُ الْحَمِيرَ إِلَى الْغَابَةِ. فِي الْغَابَةِ، كَانَ عَلِي بَابَا يَقْطَعُ الْأَشْجَارَ، ثُمَّ يَحْمِلُ الْخَشَبَ فَوْقَ حَمِيرِهِ، وَيَذْهَبُ إِلَى السُّوقِ. كَانَ عَلِي بَابَا يَبِيعُ الْخَشَبَ، وَيَشْتَرِي بِثَمَنِهِ طَعَامًا.

وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، أَخَذَ عَلِي بَابَا حَمِيرَهُ وَذَهَبَ إِلَى الْغَابَةِ؛ كَيْ يَقْطَعَ حَطَبًا. قَطَعَ عَلِي بَابَا بَعْضَ الْأَغْصَانِ، ثُمَّ جَمَعَهَا فِي سِتِّ حُزَمٍ. أَرَادَ عَلِي بَابَا أَنْ يَحْمِلَ الْحُزَمَ، لَكِنَّهُ سَمِعَ صَوْتَ أَحْصِنَةٍ مُسْرِعَةٍ. رَفَعَ عَلِي بَابَا رَأْسَهُ فَرَأَى فُرْسَانًا. خَافَ عَلِي بَابَا عَلَى نَفْسِهِ؛ فَرَبَطَ حَمِيرَهُ الثَّلَاثَةَ إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ تَسَلَّقَ الشَّجَرَةَ. غَطَّى عَلِي بَابَا نَفْسَهُ بِأَغْصَانِ الشَّجَرَةِ. نَظَرَ عَلَي بَابَا إِلَى الْفُرْسَانِ، وَهُوَ فَوْقَ الشَّجَرَةِ. تَوَقَّفَ الْفُرْسَانُ أَمَامَ صَخْرَةٍ كَبِيرَةٍ. عَدَّ عَلِي بَابَا الْفُرْسَانَ، فَكَانَ عَدَدُهُم أَرْبَعِينَ فَارِسًا. وَفِي الْمُقَدِّمَةِ، وَقَفَ رَجُلٌ قَوِيٌّ. عَرَفَ عَلِي بَابَا أَنَّ الرَّجُلَ الْقَوِيَّ هُوَ رَئِيسُ الْفُرْسَانِ. سَمِعَ عَلِي بَابَا كلَامَ الْفُرْسَانِ. قَالَ رَئِيسُ الْفُرْسَانِ: كَانَتْ أَمْوَالُ الْأَمْسِ كَثِيرَةً. ذَلِكَ التَّاجِرُ أَحْمَقُ. هَلْ سَرَقْتُم تِلَكَ الْجَوْهَرَةَ الَّتِي أَخْبَرْتُكُم؟ سَوْفَ نَقْسِمُ الْأَمْوَالَ بَيْنَنَا فِي نِهَايَةِ الْأُسْبُوعِ. أَخْرِجُوَا مَا سَرَقْتُم! هَيَّا!

عَرَفَ عَلِي بَابَا أَنَّ الْفُرْسَانَ هُمْ عِصَابَةٌ مِنَ اللُّصُوصِ. مَشَى رَئِيسُ اللُّصُوصِ إِلَى الْأَمَامِ، وَوَقَفَ أَمَامَ الصَّخْرَةِ الْكَبِيرَةِ. رَفَعَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ ذِرَاعَيهِ، وَقَالَ اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ!

فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ مِنْ مَكَانِهَا، وَظَهَرَ خَلْفَهَا كَهْفٌ. رَأَى عَلِي بَابَا اللُّصُوصَ يَدْخُلُونَ الْكَهْفَ. بَقِيَ اللُّصُوصُ فِي الْكَهْفِ مُدَّةً قَلِيلَةً، ثُمَّ خَرَجُوَا. قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ، وَهُوَ يَرْفَعُ ذِرَاعَيْهِ: أَقْفِلْ يَا سِمْسِمُ!

تَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، وَعَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا. رَكِبَ اللُّصُوصُ أَحْصِنَتَهُم، وَغَادَرُوا.

قَالَ عَلِي بَابَا لِنَفْسِهِ: هَلْ يُخَبِّئُونَ كُنُوزَهُم هُنَا؟ ثُمَّ نَزَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ مُسْرِعًا. كَانَ عَلِي بَابَا مُتَحَمِّسًا؛ قَالَ عَلِي بَابَا لِنَفْسِهِ: لَقَدْ عَرَفْتُ سِرَّهُم! سَوْفَ أَفْتَحُ الْكَهْفَ؛ كَي أَرَى كُنُوزَهُم! وَقَفَ عَلِي بَابَا أَمَامَ الصَّخْرَةِ، وَرَفَعَ ذِرَاعَيْهِ. صَاحَ عَلِي بَابَا: اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ! فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ مِنْ مَكَانِهَا.

نَظَرَ عَلِي بَابَا إِلَى الْكَهْفِ ثُمَّ دَخَلَهُ. كَانَ الْكَهْفُ مَلِيئًا بِالْكُنُوزِ. نَظَرَ عَلِي بَابَا إِلَى الْجَوَاهِرِ وَالذَّهَبِ، وَقَالَ: هَلْ هَذَا حَقِيْقِيٌّ؟ أَنَا لَا أُصَدِّقُ مَا أَرَاهُ! سَمِعَ عَلِي بَابَا صَوْتًا فِي الْخَارِجِ؛ فَخَافَ أَنْ يَعُودَ اللُّصُوصُ. رَأَى عَلِي بَابَا صُنْدُوقًا جَمِيلًا. كَانَ الصُّنْدُوقُ مَلِيئًا بِالدَّنَانِيرِ. حَمَلَ عَلِي بَابَا الصُّنْدُوقَ، وَحَمَلَ أَكْيَاسًا مِنَ الدَّنَانِيرِ، ثُمَّ خَرَجَ مُسْرِعًا. وَضَعَ عَلِي بَابَا كُلَّ شَيْءٍ فَوْقَ الْحَمِيرِ، ثُمَّ وَضَعَ بَعْضَ الْحَطَبِ فَوْقَهُ؛ حَتَّى لَا يَعْرِفَ النَّاسُ أَنَّهُ يَحْمِلُ ذَهَبًا. رَفَعَ عَلِي بَابَا ذِرَاعَيْهِ وَصَاحِ: أَقْفِلْ يَا سِمْسِمُ! فَعَادَتِ الصَّخْرَةُ إِلَى مَكَانِهَا.

ذَهَبَ عَلِي بَابَا إِلى بَيْتِهِ. وَبَعْدَ أَنْ حَمَلَ الدَّنَانِيرَ إِلَى الْبَيْتِ، نَادَى زَوْجَتَهُ. ظَنَّتِ الزَّوْجَةُ أَنَّ عَلِي بَابَا سَرَقَ الدَّنَانِيرَ؛ فَصَاحَتْ: مِنْ أَيْنَ أَحْضَرْتَ هَذَا؟ هَلْ سَرَقْتَ يَا عَلِي بَابَا؟

اِبْتَسَمَ عَلِي بَابَا وَحَكَى لِزَوْجَتِهِ الْقِصَّةَ كُلَّهَا. قَالَ عَلِي بَابَا لِزَوْجَتِهِ: لَقَدْ سَرَقْتُ مِنَ اللُّصُوصِ. هَذِهِ لَيْسَتْ سَرِقَةً. ضَحِكَتِ الزَّوْجَةُ، وَقَالَتْ: نَعَمْ. كَلَامُكَ صَحِيحٌ. أَنَا سَعِيدَةٌ بِهَذَا الْمَالِ. لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَعُدَّ هَذِهِ الدَّنَانِيرَ؛ لِأَنَّهَا كَثِيرَةٌ. عِنْدِي فِكْرَةٌ! اِحْفِرْ حُفْرَةً يَا عَلِي بَابَا حَتَّى أَعُودَ.

سَأَلَ عَلِي بَابَا زَوْجَتَهُ: إِلَى أَيْنَ سَوْفَ تَذْهَبِينَ؟

أَجَابَتِ الزَّوْجَةُ: سَوْفَ أذْهَبُ إِلَى زَوْجَةِ أَخِيكَ. سَوْفَ أَطْلُبُ مِنْهَا مِيْزَانًا؛ كَيْ نَعْرِفَ وَزْنَ الدَّنَانِيرِ. قَالَ عَلِي بَابَا: لَنْ تُعْطِيكِ شَيْئًا. لَكِنَّ الزَّوْجَةَ ذَهَبَتْ إِلَى زَوْجَةِ قَاسِمٍ وَطَلَبَتْ مِنْهَا مِيزَانًا. أَرَادَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ أَنْ تَعْرِفَ الَّذِي مَعَ عَلِي بَابَا وَزَوْجَتِهِ. وَضَعَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ بَعْضَ الْعَسَلِ فِي الْمِيزَانِ؛ كَي يَلْتَصِقَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ الَّذِي مَعَهُم. لَمْ تَنْتَبِهْ زَوْجَةُ عَلِي بَابَا لِلْعَسَلِ. وَعِنْدَمَا وَصَلَتْ إِلَى الْبَيْتِ، رَأَتْ عَلِي بَابَا يَحْفِرُ فِي سَاحَةِ الْبَيْتِ. قَالَ عَلِي بَابَا لِزَوْجَتِهِ: هَلْ أَعْطَتْكِ مِيْزَانًا؟ إِنَّهَا الْمَرَّةُ الْأُوْلَى الَّتِي تُعْطِينَا شَيْئًا.

وَزَنَتِ الزَّوْجَةُ الدَّنَانِيرَ، ثُمَّ وَضَعَتْهَا فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي حَفَرَهَا عَلِي بَابَا. غَطَّى عَلِي بَابَا الْحُفْرَةَ بِالتُّرَابِ. عَادَتِ الزَّوْجَةُ إِلَى زَوْجَةِ قَاسِمٍ؛ كَي تُعِيدَ الْمِيْزَانَ. أَخَذَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ الْمِيْزَانَ فَرَأَتْ دِينْارًا مُلْتَصِقًا بِالْعَسَلِ. عَرَفَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ أَنَّ عَلِي بَابَا يَمْلِكُ مَالًا كَثِيرًا. قَالَت الزَّوْجَةُ لِنَفْسِهَا: إِنَّهُ مَالٌ كَثيرٌ جِدًا؛ وَبِسَبَبِ هَذَا طَلَبُوا مِيْزَانًا. كَانَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ تَشْعُرُ بِالْغَضَبِ وَالْغَيْرَةِ؛ فَذَهَبَتْ إِلَى زَوْجِهَا، وَقَالَتْ: اُنْظُرْ إِلَى أَخِيكَ! إِنَّهُ لَيْسَ فَقِيرًا. إِنَّهُ كَاذِبٌ وَمُخَادِعٌ. إِنَّهُ أَغْنَى مِنَّا!

لَمْ يُصَدِّقْ قَاسِمٌ زَوْجَتَهُ؛ فَأَعْطَتْهُ الدِّينَارَ الَّذِي اِلْتَصَقَ بِالْعَسَلِ. نَظَرَ قَاسِمٌ إِلَى الدِّيْنَارِ وشَعَرَ بِالْغَيْرَةِ وَالْغَضَبِ. قَالَ قَاسِمٌ: يَجِبُ أَنْ أَعْرِفَ الْحَقِيقَةَ. ثُمَّ لَبِسَ مَلَابِسَهُ وَخَرَجَ مُسْرِعًا. طَرَقَ قَاسِمٌ بَابَ بَيْتِ أَخِيهِ بِقُوَّةٍ، وَهُوَ يَصِيحُ: اِفْتَحْ يَا عَلِي بَابَا! اِفْتَحْ!

سَأَلَ قاسِمٌ أَخَاهُ عَنْ الدِّينَارِ؛ فَأَخْبَرَهُ عَلِي بَابَا بِكُلِّ شَيْءٍ. قَالَ عَلِي بَابَا: هَلْ تُرِيدُ أَنْ نَقْسِمَ الْمَالَ بِيْنَنَا يَا أَخِي؟ أَنَا مُوَافِقٌ.

ظَلَّ قَاسِمٌ غَاضِبًا، قَال: أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَعْرِفَ مَكَانَ الْكَنْزِ. إِذَا لَمْ تُخْبِرْنِي، فَسَوْفَ أُخْبِرُ الْقَاضِيَ عَنْكَ.

قَالَ عَلِي بَابَا: أَنَا لَسْتُ خَائِفًا يَا أَخِي؛ لَأَنَّنِي لَمْ أَسْرِقْ هَذَا الْمَالَ. لَكِنَّنِي أُحِبُّكَ كَثِيرًا، وَلَنْ أَرْفُضَ لَكَ طَلَبًا. سَوْفَ أُخْبِرُكُ بِمَكَانِ الْكَنْزِ… لَكِنَّنِي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنَ اللُّصُوصِ.

صَاحَ قَاسِمٌ: لَا تُحَاوِلْ أَنْ تَخْدَعَنِي! أَخْبِرْنِي عَنْ مَكَانِ كَهْفِ اللُّصُوصِ. وَبَعْدَ أَنْ أَخْبَرَهُ عَلِي بَابَا، ذَهَبَ إِلَى الْغَابَةِ وَمَعَهُ عَشَرَةُ حَمِيرٍ. وَعِنْدَمَا وَصَلَ إِلَى كَهْفِ اللُّصُوصِ، صَاحَ: اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ! وَدَخَلَ. خَافَ قَاسِمٌ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدٌ خَلْفَهُ وَيَدْخُلَ الْكَهْفَ؛ فَصَاحَ: أَغْلِقْ يَا سِمْسِمُ! ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْكُنُوزِ وَالْمُجَوْهَرَاتِ وَالذَّهَبِ، وَهُوَ يَبْتَسِمُ. بَقِي قَاسِمٌ يَتَأَمَّلُ الْكُنُوزَ الْكَثِيرَةَ مُدَّةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَاحَ يَخْتَارُ أَغْلَى الْمُجَوْهَرَاتِ وَالتُّحَفِ وَيَضَعُهَا فِي كِيسٍ. لَمْ يُفَكِّرْ قَاسِمٌ فِي اللُّصُوصِ. وَمَرَّتْ سَاعَاتٌ طَوِيلَةٌ وَهُوَ يَجْمَعُ كَنْزَهُ. وَبَعْدَ أَنْ مَلَأَ عَشْرَةَ أَكْيَاسٍ، قَرَّرَ أَنْ يُغَادِرَ. وَقَفَ قَاسِمٌ أَمَامَ الصَّخْرَةِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَتَذَكَّرْ كَلِمَةَ السِّرِّ. خَافَ قَاسِمٌ مِنْ اللُّصُوصِ؛ فَصَاحَ: اِفْتَحْ يَا شَعِيرُ. لَكِنَّ الصَّخْرَةَ لَمْ تَتَحَرَّكْ. صَاحَ مَرَّةً أُخْرَى: اِفْتَحْ يَا حِمَّصُ! اِفْتَحْ يَا قَمْحُ! اِفْتَحْ يَا عَدَسُ! مَا هَذَا؟! مَاذَا كَانَتْ كَلِمَةُ السِّرِّ؟ مَاذَا أَفْعَلُ الْآنَ؟! سَوْفَ يأَتِي اللُّصُوصُ وَيَقْتُلُونَنِي! هَذَا عِقَابٌ عَلَى طَمَعِي! لِمَاذَا أَغْلَقْتُ الصَّخْرَةَ خَلْفِي؟ لِمَاذَا جِئْتُ إِلَى هُنَا؟ كَانَ مَعِي مَالٌ كَثِيرٌ وَتِجَارَةٌ! مَاذَا أَفْعَلُ؟ اِفْتَحْ يَا فُولُ! لِمَاذَا لَا يَفْتَحُ؟ بَكَى قَاسِمٌ.

وَبَعْدَ قَلِيلٍ، رَجِعَ اللُّصُوصُ إِلَى كَهْفِهِم. رَأَى اللُّصُوصُ أَمَامَ الْكَهْفِ عَشَرَةَ حَمِيرٍ. قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ: أَظُنُّ أَنَّ لِصًّا صَغِيرًا دَخَلَ إِلَى كَهْفِنَا. أَخْرِجُوا سَكَاكِينَكُم؛ سَوْفَ نَقْتُلُهُ. وَفِي الدَّاخِلِ صَاحَ قَاسِمٌ: نَعَم! لَقَدْ تَذَكَّرْتُ! اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ!

سَحَبَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ سَيْفَهُ، وَصَاحَ: اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ! فَتَحرَّكَتِ الصَّخْرَةُ. رَأَى قَاسِمٌ اللُّصُوصَ أَمَامَهُ؛ فَصَاحَ خَائِفًا وَهَرَبَ، لَكِنَّ اللُّصُوصَ أَمْسَكُوهُ. ضَرَبَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ رَأْسَ قَاسِمٍ بِسَيْفِهِ؛ فَقَتَلَهُ. قَطَّعَ اللُّصُوصُ جِسْمَ قَاسِمٍ إِلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ، وَوَضَعُوا كُلَّ قِسْمٍ فِي زَاوِيَةٍ. قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ: عِنْدَمَا نَعُودُ، سَوْفَ نَعْرِفُ إِنْ كَانَ مَعَهُ شُرَكَاءُ. ثُمَّ غَادَرَوا.

وَعِنْدَمَا جَاءَ اللَّيْلُ، شَعَرَتِ زَوْجَةُ قَاسِمٍ بِالْقَلَقِ عَلَى زَوْجِهَا؛ فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِ عَلِي بَابَا. قَالَتْ زَوْجُةُ قَاسِمٍ لِعَلِي بَابَا: إِنَّ زَوْجِيَ لَمْ يَعُدْ حَتَّى الْآنَ يَا عَلِي بَابَا. إِنَّنِي قَلِقَةٌ عَلَيْهِ. لَقَدْ خَرَجَ فِي الصَّبَاحِ وَلَمْ يَعُدْ حَتَّى الْآنَ!

شَعَرَ عَلِي بَابَا بَالْقَلَقِ لَكِنَّهُ قَالَ لِزَوْجَةِ أَخِيهِ: لَا تَقْلَقِي يَا زَوْجَةَ أَخِي. رُبَّمَا أَرَادَ أَنْ يَبْقَى فِي الْغَابَةِ حَتَّى لَا يَرَاهُ النَّاسُ. قَالَتِ الزَّوْجَةُ: هَذَا صَحِيحٌ. رُبَّمَا أَرَادَ ذَلِكَ. وَعَادَتْ إِلَى بَيْتِهَا؛ كَيْ تَنْتَظِرَ زَوْجَهَا. وَبَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، عَادَتِ الزَّوْجَةُ إِلَى بَيْتِ عَلِي بَابَا، وَقَالَت: قَلْبِي غَيْرُ مُرْتَاحٍ أَبَدًا يَا عَلِي بَابَا. أَنَا قَلِقَةٌ جِدًّا. إِنَّهُ لَمْ يَعُدْ حَتَّى الْآنَ. حَاوَلَ عَلَي بَابَا وَزَوْجَتُهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْ زَوْجَةِ قَاسِمٍ، لَكِنَّهُم لَمْ يَسْتَطِيعُوا. ظَلَّتِ الزَّوْجَةُ الْقَلِقَةُ تَبْكِي.

وَفِي الصَّبَاحِ، أَخَذَ عَلِي بَابَا حَمِيرَهُ الثَّلَاثَةَ وذَهَبَ إِلَى الْكَهْفِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ، رَأَى جُثَّةَ أَخِيهِ؛ فَبَكى. ثُمَّ جَمَعَ أَجْزَاءَ أَخِيهِ وَوَضَعَهَا فِي كِيسٍ، ثُمَّ وَضَعَ الْكِيسَ عَلَى حَمَارٍ. مَلَأَ عَلِي بَابَا كِيْسَينِ بِالذَّهَبِ وَوَضَعَهُمَا عَلَى الْحِمَارَينِ الْآخَرَيْنِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْبَيْتِ.

وَعِنْدَمَا حَمَلَ عَلِي بَابَا جُثَّةَ قَاسِمٍ إِلَى زَوْجَةِ أَخِيهِ، بَكَتْ؛ فَقَالَ لَهَا: لَا فَائِدَةَ مِنَ الْبُكَاءِ الْآنَ يَا زَوْجَةَ أَخِي. يَجِبُ أَنْ نَدْفِنَهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ النَّاسُ. إِذَا عَرَفَ اللُّصُوصُ فَسَوْفَ يَأْتُونَ إِلَى هُنَا وَيَقْتُلُونَنَا.

قَالَتِ الزَّوْجَةُ: وَكَيْفَ نَدْفِنُهُ؟ إِنَّ جُثَّتَهُ مُقَطَّعَةٌ! ثُمَّ عَادَتْ تَبْكِي. سَمِعَ عَلِي بَابَا طَرْقًا عَلَى الْبَابِ، ثُمَّ دَخَلَتْ خَادِمَةٌ صَغِيرَةٌ وَجَمِيلَةٌ. قَالَتِ الْخَادِمَةُ: سَيِّدَتِي، سَوْفَ أُحْضِرُ مِنْ يَخِيطُ جُثَّةَ سِيِّدِي. رَفَعَتِ الزَّوْجَةُ رَأْسَهَا، وَقَالَتْ: هَلْ تَقُولِينَ الصِّدْقَ يَا مَرْجَانَةُ؟ هَلْ يُوجَدُ شَخْصٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخِيطَ جُثَّةَ زَوْجِي. ………………………………..

……………………………………………………………………………………………………………………………………………..

……………………………………………………………………………………………………………………………………………..

……………………………….. . تَزَوَّجَتْ مَرْجَانَةُ بِابْنِ قَاسِمٍ. وَبَعْدَ مُدَّةٍ، ذَهَبَ عَلِي بَابَا إِلَى الْكَهْفِ، وَجَمَعَ الْكَنْزَ، وَعَادَ إِلَى الْمَدِينَةِ. قَسَّمَ عَلِي بَابَا الْكَنْزَ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: قِسْمٌ لَهُ، وَقِسْمٌ لِابْنِ قَاسِمٍ، وَقِسْمٌ لِمَرْجَانَةَ الذَّكِيَّةِ.

To continue reading this story and others, you can buy our book from Amazon as listed in the links below. If you are not directed to the book page, you can search for the (first) author’s name on Amazon Search Bar. 

Amazon Germany

Amazon UK

Amazon USA

Amazon Italy

Amazon Spain

Amazon France

Amazon Brazil

Amazon Japan

Amazon Netherlands

Amazon India

Amazon Australia

Amazon Canada

Ibnulyemen Arabic

Recent Posts

شعر الغزل في العصر الأموي

شعر الغزل في العصر الأموي هاجر منصور سراج 3 ديسمبر، 2024 بَدأت الدولة الأموية بمعاوية…

2 weeks ago

أُغْنِيَةُ الْعَظْمَةِ

أُغْنِيَةُ الْعَظْمَةِ This story has been taken from Brothers Grimm’s Folk Tale Collections. To make…

2 weeks ago

عَلَى أَرْصِفَةِ مَدِيْنَتِي

عَلَى أَرْصِفَةِ مَدِيْنَتِي هاجر منصور سراج  30 نوفمبر، 2024 نقعد على أرصفة فارغة نتعاطى اليأس…

3 weeks ago

إَلِى مَلَكُوتِكَ الأَعْلَى

إِلَى مَلَكُوتِكَ الأَعْلَى هاجر منصور سراج  5 نوفمبر، 2024 والآن، إذ تنظر من ملكوتك الأعلى…

4 weeks ago

بين ألسنة الليل

بين ألسنة الليل هاجر منصور سراج  12 أكتوبر، 2024 (0) بين ألسنة الليل تتلوى الحكايات…

4 weeks ago

نُوح

نُوح في الحلم، كان اسمه نوحًا، وكان يعرج، وكان يحمل الماء إلى أهله. السماء داكنةٌ…

4 weeks ago